|
الركن العام للمواضيع العامة يهتم بالمواضيع العامه ومناقشتها كما هو متنفس لجميع الأعضاء والزوار |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
اجتناب أهل المعاصي الشيخ د. صلاح بن محمد البدير
بسم الله الرحمن الرحيم اجتناب أهل المعاصي الشيخ د. صلاح بن محمد البدير خطيب المسجد النبوي أيها المسلمون: اتقوا اللهَ بالسعي إلى مراضيه واجتناب معاصيه؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]. أيها المسلمون: النأيُ عن مجالَسَة العصاة ومفارقتهم ومجانبة ساحتهم واعتزال أماكنهم والانكفاف عن صحبتهم واجتناب السفر معهم -دليلُ صحةِ النظرِ ونورِ البصيرةِ: إِنَّ السَّلَامَةَ مِنْ لَيْلَى وَجَارَتِهَا *** أَلَّا تَمُرَّ بِوَادٍ مِنْ بَوَادِيهَا والقلوب ضعيفة، والشُّبَهُ خطَّافة، والفتن تموج، وذو البصيرة يجتنب مجالسة من يُمرضون القلوبَ ويفسدون الإيمانَ، ويحذر من مصاحبة المفتونين الزائغين عن السُّنَّة، والمائلين عن الفضيلة والحشمة وأخلاق المسلمين: إِذَا أَنْتَ لَمْ تَسْقَمْ وَصَاحَبْتَ مُسْقَمَا *** وَكُنْتَ لَهُ خِدْنًا فَأَنْتَ سَقِيمُ ومن جلس مجلسَ قوم وفيه معصية أو بدعة وجَب عليه أن يُنكر عليهم بالحكمة والكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، والدليل الموضِّح للحق المزيل للشبهة، فإن قَدَرَ أن يُنكر ولم ينكر كان شريكا في الوِزْر، وإن عجز عن الإنكار عليهم وجب عليه أن يفارق مجلسهم؛ لأن المجالسة والمداخلة تُوجبان الألفةَ والمتابعةَ، والإغضاء عن المنكر والمودة في القلوب، وقد لا تخطئه الفتنة، قال عمر بن قيس: "لا تُجَالِسْ صاحبَ زيغ فيزيغ قلبك"، قال جل في علاه: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)[النِّسَاءِ: 140]، قال الطبري: "وفي هذه الآية الدلالةُ الواضحةُ عن النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع، من المبتَدِعَة والفَسَقَة عند خوضهم في باطلهم"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: "لا يجوز لأحد أن يحضر مجالسَ المنكر باختياره لغير ضرورة"، كما في الحديث: أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يُشرب عليها الخمرُ". وَرُفِعَ لعمر بن عبد العزيز قوم يشربون الخمر، فأمر بجلدهم، فقيل له: إن فيهم صائما، فقال: "ابدؤوا به، أما سمعتم اللهَ يقول: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ)[النِّسَاءِ: 140]"، بيَّن عمرُ بن عبدِ العزيزِ -رضي الله عنه- أن الله جعل حاضر المنكر كفاعله، ولهذا قال العلماء: "إذا دُعِيَ إلى وليمة فيها منكر كالخمر والزمر لم يجز حضورها؛ وذلك أن الله -تعالى- قد أمرنا بإنكار المنكر بحسب الإمكان، فمن حضر باختياره ولم ينكر فقد عصى الله ورسوله بترك ما أمره، وإذا كان كذلك فهذا الذي يحضر مجالس الخمر باختياره من غير ضرورة ولا ينكر المنكر كما أمره الله هو شريك الفساق في فسقهم، فيلحق بهم"، انتهى كلامه -رحمه الله تعالى-. أيها المسلمون: لا تُكْثِرُوا سوادَ أهل البدع والباطل والمعصية، ولا تكونوا -يومًا- في عديد أصحاب الفتنة والمفسدين، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يُكثرون سوادَ المشركين على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيأتي السهمُ فيُرمى فيصيب أحدَهم فيقتله، أو يضربه فيقتله، فأنزل الله -تعالى-: (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ)[النَّحْلِ: 28]، (أخرجه البخاري). ومن حضر مجالس المنكر استئناسًا بهم وفرحًا بأفعالهم أو رَضِيَهَا أو دعا إليها أو أيَّدَها أو أيَّدَ المواقعَ العنكبوتيةَ المشبوهةَ والصفحاتِ الخبيثةَ والمواقعَ الإباحيةَ والمواقعَ المعاديةَ لديننا وعقيدتنا وأخلاقنا وبلادنا وَمَهَرَ لها علامةَ الرضا والتأييد فقد كثَّر في سوادهم، وصار من عدادهم. أيها المسلمون: لا تجاهروا بالمعاصي، لا تجاهروا بالمعاصي، ولا تستحلوا ما حرَّم اللهُ -تعالى-، ولا تغترُّوا بفتاوى المتساهلين، وأنصاف المتفقهين الذين يُفتون بلا إيقان ولا إتقان، ويميلون إلى طرف الانحلال بدعوى التيسير والوسطية والاعتدال، ومن أظهر المعصيةَ وجاهَر بها فقد أغضب ربَّه، فقد أغضب ربَّه، وهتك سترَه، واستخف بعقوبته، وآذى عباد الله المؤمنين، فاتقوا الله -يا أهل الإسلام-، فاتقوا الله -يا أهل الإسلام-، ولا تغتروا بالنعماء والرخاء، ولا تستعينوا بالعطايا على الخطايا، ولا تجاهروا بالعصيان، وقد أنعم الله عليكم بعيش رخيّ، وشراب رضيّ، والناس من حولكم يقتلهم الجوعُ الأغبرُ، والموتُ الأحمرُ. |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
خطر المعاصي والذنوب / الشيخ عبد الله البعيجان | حياتي شموخ | منتدى الشريعة الإسلامية | 0 | 2024-11-17 08:56 PM |
نصيحة للمعلمين والطلاب مع بداية العام الدراسي الشيخ محمد المختار الشنقيطي | حياتي شموخ | منتدى الشريعة الإسلامية | 0 | 2021-08-25 05:22 PM |
بشكل جديد نقدم اختبار الرخصة المهنية بشكل مميز 1441هـ | أسيرة القمر | منتدى المعلمين والمعلمات | 0 | 2019-11-27 12:22 AM |
اسئله اختبارات بنك اسئلة اجتماعيات الصف السادس إبتدائي جديد 1441هـ \ 2020م نموذجين WORD + pdf | أسيرة القمر | الفصل الأول | 0 | 2019-11-04 02:37 PM |
أوراق عمل موسوعة الاذاعة المدرسية الصف الأول الثانوي نظام المقررات جديد 1441هـ \ 2020 م نموذجين WORD + pdf | أسيرة القمر | نظام المقررات للمرحلة الثانوية المطورة | 0 | 2019-11-01 07:35 AM |