|
منتدى الشريعة الإسلامية يهتم بالـشـريـعـة الإسلاميـة , من الكتاب والسنـة . |
|
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
خطر المعاصي والذنوب / الشيخ عبد الله البعيجان
بسم الله الرحمن الرحيم خطر المعاصي والذنوب الشيخ عبد الله البعيجان خطيب المسجد النبوي عباد الله: إن الإنسان ممتحن بالشهوات والشبهات، مندفع في الملذات والراحات، مبتلًى بالمعاصي والسيئات، قد تسلَّط عليه أعداؤه وخصماؤه؛ فالشيطان قرينه وعدوه الألد، والنفس أمارة بالسوء وهي في حضن الجسد، والجوارح خصوم تشهد، وقد أقسم الشيطان فقال: (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) [ص: 82-83]. وأخبرنا الله عن النفس فقال: (إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) [يُوسُفَ: 53]، وعن الجوارح فقال: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [النُّورِ: 24]، وقال: (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ) [فُصِّلَتْ: 21-22]؛ فالشيطان يؤز إلى المعاصي والموبقات، والنفس تأمر بالسوء والمنكرات، والجوارح شهود أثبات، والكيس من دان نفسه وألجمها عن الوقوع في السيئات. معاشر المسلمين: إن مقارفة الذنوب والمعاصي ضرر وفساد، تستوجب غضب الله -تعالى- ومقته وعذابه، وتستنزل نقمه وبلاءه، (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُكْرًا * فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) [الطَّلَاقِ: 8-10]، فما يحل بالمسلمين من فتن ولأواء ومحن وغلاء وتسلُّط الأعداء وجدب الأرض وقحط السماء، وأمراض وأوجاع وبلاء إنما هو من آثار المعاصي والسيئات، والذنوب والمنكرات، وقد ضرب الله الأمثلة لمن يعتبر، وصرَّف الآيات فهل من مُدَّكِر؟ وبيَّن أن الذنوب والمعاصي من أعظم أسباب زوال النعم وحلول النقم؛ فقال: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [النَّحْلِ: 112]، فما أهون الخلق على الله -عز وجل- إذا لم يطيعوا أمره. عباد الله: إن خطر المعاصي أعظم، ويشتد خطبها وبلاؤها ومصيبتها إذا أصبحت مألوفة والناس يجاهرون بها، مكشوفة والناس يبارزون الله -تعالى- بها، وكل أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- معافى إلا المجاهرون، ولن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم. عباد الله: إن المجاهرة بالمعاصي استخفاف بحق الله، وجرأة على الله، وعناد للمؤمنين، وتكثير لسواد العاصين، وتعدية لأثر المعصية إلى الغير، وسبب في جرِّهم إليها، وإغرائهم بها، وسبب في تأثيم من لم ينكر، فمن ابتلي بالمعاصي فليستتر بستر الله -عز وجل-، وليبادر بالتوبة النصوح. عباد الله: اتقوا الله ولا تقترفوا الذنوب ولا تستهينوا بها، وأقلوا منها فإنكم لن تلقوا الله -عز وجل- بشيء أفضل من قلة الذنوب. معاشر المسلمين: إن خطر المعاصي ليعظم ويفجع، وبلاءها ومصيبتها تكبر وتفزع، إذا أصبحت معروفة وقد أقرها الناس، فلا يؤمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [الْمَائِدَةِ: 78-79]. وعن أبي بكر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرِ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعِقَابٍ". الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -عباد الله- من خصال أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو الأمان من نزول البلاء، والعصمة من كيد الأعداء والسفهاء، وقد أمر الله به وحث عليه؛ فقال: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آلِ عِمْرَانَ: 104]. يا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: مُرُوا بالمعروف بالمعروف، وانهوا عن المنكر بالمعروف، ومن رأى منكم منكرا فليغره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. عباد الله: إنكم مسؤولون عن بيوتكم ورعيتكم، فاتقوا الله في نسائكم وأبنائكم، علموهم شرع الله، وكفوهم عن محارم الله، ربوهم على القيم ومكارم الأخلاق، فإنكم ستسألون عنهم غدا بين يدي الله، وهم شهداء عليكم، وستكتب شهادتهم ويُسْأَلُونَ، في يوم (يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ) [الْمَعَارِجِ: 11-14]، فارعوا رعيتكم و(لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [الْأَنْفَالِ: 27]. |
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
من هم القرآنيون ؟ ولماذا ينكرون سنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وما حكمهم ؟ | حياتي شموخ | منتدى الشريعة الإسلامية | 1 | 2022-07-24 08:00 PM |
فضائل الاتباع والعواقب الوخيمة للابتداع ، خطبة الحرم النبوي 16 ربيع الأول 1443هـ الشيخ عبد الله البعيجان | حياتي شموخ | منتدى الشريعة الإسلامية | 0 | 2021-10-22 08:02 PM |
شكل متميز واسلوب متطور بنك اسئلة مادة الحديث الصف الأول مرحله متوسطه جديد 2020 | أسيرة القمر | التربية الإسلامية المرحلة المتوسطة | 3 | 2020-10-28 10:53 AM |
بشكل جديد نقدم اختبار الرخصة المهنية بشكل مميز 1441هـ | أسيرة القمر | منتدى المعلمين والمعلمات | 0 | 2019-11-27 12:22 AM |
أوراق عمل موسوعة الاذاعة المدرسية الصف الأول الثانوي نظام المقررات جديد 1441هـ \ 2020 م نموذجين WORD + pdf | أسيرة القمر | نظام المقررات للمرحلة الثانوية المطورة | 0 | 2019-11-01 07:35 AM |