مــدونتي .. 3>

[كيان صامت]

كُنت في اجتماع مع شخص من أوّل مرّة قابلته ومن أوّل كلمة سمعتها منه أعتقدتُ بعظيم حكمته ومدى احترافيته وخبرته.
هذَا الرجُل ليس بعُمر الشباب ولا الذي يليه، بل أبعد بكثير، إلاّ أنّه فكريًا وحتى لياقيًا وصحيًا يبدو أفضل منّا بكثير ..

سألني: مالذي خططتي لإنجازه في سنتك الجديدة؟
قُلت كذا وكذا وكذا

وضّح لي أهمية الأولويّات، كيفَ لها أن تدفعك للأمام، أو ترجعك للخلف

قلت من قبل أنّ أمامه كتاب كبير جدًا جدًا أطرافه ملاحظات كثيرة صفرَاء وخضراء وألوان عديدة، من قُرب عرفت أنّه القرآن مع الترجمة الفرنسيّة، والتفسير.
ربما هذَا أكبر كتاب قد رأيته بحياتي.

قال: مُنذ سنوات وأنا قبل أن أبدأ عملي في الصباح، أفتح القرآن على صفحة بشكل عشوائي، حتى أقع على صفحة وأقوم بقرآئتها وتكون هيَ رسَالة الله لي في ذلك اليوم من ذلك الصباح، أبدأ عملي بعد أن أُنهي قرائتها مع تفسيرها وترجمتها. طوال اليوم والآيات مُعلّقة في ذهني وأحاول أن أقوم بتطبيقها بطريقة ما، وذلك ماأفعله من سنوات.

وهوَ يتكلم لم تُفارق عيني ذلك الكتاب الذي شعرت بعظمته أضعاف، ذلك القُرآن الذي ننسى تدبره وتدارسه كما يفعل هذا الرجُل اللاعربي الكبير.

قال لي: أنتِ ماشاء الله نزل القُران بلغتك لستِ بحاجة لوقت كثير حتّى تفهميه، كُنتُ سأقول له بحسرة أنّي لاأتدارسه كما تفعل، كمَا أنّي لاأُعطيه الأولويّات الكُبرى كما تفعل، كما أنّي مشغولة بالغم الناتج عن بُعدي المؤثر عن فهم القُرآن وتدبره كما يجب.

القُران هوَ لياقة الروح والبدن، هو التهذيب الروحي الذي نحتاجه كي نفهم الأمور بعمق عوضًا عن السطحية التي نعالج فيها أمور حياتنا اليوميّة ..

اللهمّ اجعل القرآن من أولوياتي اجعله ربيعي ونوري وراحتي وخلاصي ..


– Read on Path.