الرابع والعشرون هديُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في خطبته : 
 
1- كان إذا خطب احمرّت عيناه ، وعلا صوته ، واشتدَّ غضبُه  ، حتى كأنَّه مُنذرُ جيشٍ ، يقول : " صَبَّحكم ومسَّاكم " [مسلم] ، ويقول :  " بعثت أنا والساعة كهاتين " [البخاري ومسلم] ، وكان يقرن بين السَّبَّابة  والوُسطى ، ويقول : " أما بعدُ .. فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدْي  هَدْيُ محمد صَلى الله عَليه وسَلمْ ، وشر الأمور محدثاتها ، وكلّ بدعة  ضلالة " [مسلم] . 
 
2- وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله . كان  يُعلم أصحابه خطبة الحاجة : " الحمدُ لله نَحْمدُهُ ونستعيْنُهُ  ونسْتَغْفِرُهُ ، ونَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرُورِ أنفُسِنا وَسَيِّئاتِ  أعمالنا ، من يهد اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومن يُضلل فلا هادي له ، وأشهدُ  أَنْ لا إله إلا اللهُ ، وأن مُحمداً عبدُهُ وَرَسُولُهُ " ، ثم قرأ الآيات  الثلاث : {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ حَقّ تُقَاتِهِ  وَلاَ تَمُوتُنّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مّسْلِمُونَ} [آل عمران : 102] ،  {يَأَيّهَا النّاسُ اتّقُواْ رَبّكُمُ الّذِي خَلَقَكُمْ مّن نّفْسٍ  وَاحِدَةٍ} [النساء : 1]، {يَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ اتّقُواْ اللّهَ  وَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} [الأحزاب : 70] [أبي داود والترمذي والنسائي  وابن ماجه ]. 
  
 
3- وكان يعلِّمُهم  الاستخارة في الأمور كُلِّها ، كما يُعلمُهم السورةَ من القرآن فقال : إذا  هم أحدُكُم بالمرِ فليركع ركعتين من غير الفريضةِ ، ثُمَّ ليقل :  "اللَّهُمَّ إِنِّي أستخيرُك بعلمك وأستقدرُك بقدرتك وأسألُك من فضلك  العظيم، فإنك تقدرُ ولا أقدرُ ، وتعلمُ ولا أعلمُ ، وأنْتَ علاَّمُ الغيوب ،  اللَّهُمَّ إن كُنت تعلم أن هذا الأمر ـ ويُسمِّي حاجته ـ خيرٌ لي في ديني  ومعاشي وعاقبةِ أمري ـ وقال : عاجِلِه وآجِلِه ـ فاقدُرْهُ لي ويِسَّرهُ  لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلمُ أن هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي  وعاقبةِ أمري ـ أو قال : عاجِله وآجِله ـ فاصرفْهُ عني واصرفْنِي عَنْهُ  واْقْدُر لي الخيرَ حيْثُ كان ثُمَّ رَضِّني بِه " [البخاري] .