| 
				  
 سابعا هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الدَّعـوةِ : 
 1-  وكان يدعو إلى الله ليلاً  ونهاراً وسِراً وجهاراً ، وأقام بمكة ثلاث سنين من أوَّل نُبُوَّته يدعو  إلى الله مُستخفياً ، ولما أُنزل عليه {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ}  [الحجر : 94] صَدع بأمر الله ، لا تأخذه في الله لومة لائم، فدعا إلى الله  الكبير والصغير والحرَّ والعبدَ ، والذكر والأنثى ، والجنَّ والإنْسَ .
 
 2-   ولما اشتدَّ على أصحابِه العذابُ بمكةَ أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة .
 
 3-  وخرج إلى الطائف رجاء أن ينصروه  ، ودعاهم إلى الله ، فلم ير مؤيداً ولا ناصراً ، وآذوهُ أشد الأذى ،  ونالُوا مِنْهُ ما لم يَنَلْهُ من قَوْمِه ، وأخرجوه إلى مكة ، فدخلها في  جوارِ مُطعم بن عَدي .
 
 4-  وظل يدعو عشر سنين جهراً ،  يوافي المواسم كُل عامٍ ، يتبع الحُجاج في منازلهم ، وفي المواسم بعُكاظ  ومجنة وذي المجاز ، حتى إنه ليسأل عن القبائل ومنازلها قبيلةً قبيلة .
 
 5-  ثُمَّ لقي عند العقبة ستةَ نفرٍ  كلهم من الخزرج ، فدعاهم إلى الإسلام ، فأسلمُوا ثم رجعوا إلى المدينة ،  فدعوا الناس إلى الإسلام ففشا فيها حتى لم يبق دارٌ إلا وقد دخلها الإسلام .
 
 6-  ولما كان العامُ المقبل جاء  منهم اثنا عشر رجُلاً ، فواعدهم بيعة العقبة ، فبايعوه على السمع والطاعة  والنفقة ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن يقولوا في الله لا  تأخذهم فيه لومةُ لائمٍ ، وأن ينًروه ويمنعوه مما يمنعون منه أنْفُسَهم  وأزواجهُم وأبناءهم ولهم الجنةُ ، ثم انصرفُوا إلى المدينة ، وبعث معهم ابن  أُمِّ مكتومٍ ، ومُصعب بن عمير يُعلمان القرآن ، ويدعوان الله ، فأسلم على  يديهما بشرٌ كثير ، منهم أُسَيْدُ بنُ حَضَيْرٍ ، وسعدُ بنُ مُعَاد .
 
 7-   ثم أذن صَلى الله عَليه وسَلمْ للمسلمين في الهجرة إلى المدينة ، فبادر الناسُ ، ثم تبعهم هو وصاحبه .
 
 8-   وآخى بين المهاجرين والأنصار ، وكان تسعين رجلاً .
 
 
 هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في الأمَانِ والصُّلْحِ ومُعَاملَةِ الرُّسُلِ :
 
 1-  ثبت عنه صَلى الله عَليه وسَلمْ أنه قال : " ذِمّـَةُ المُسْلِمِينَ وَاحِدَةٌ يَسْعَى بها أدْنَاهُم " [البخاري ومسلم] ، وقال : " مَنْ  كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْمٍ عَهْدٌ ، فَلا يَحُلَّنَّ عُقْدَةً وَلاَ  يَشُدَّهَا حَتَّى يَمْضِي أَمَدُهُ ، أَوْ يَنْبِذَ إِلَيْهِم عَلَى  سَوَاء " [أبي داود والترمذي] .
 
 2-   وقال : " مَن أَمَّنَ رَجُلاً عَلَى نَفْسِهِ فَقَتَلَهُ ، فَأنَا بَرِيءٌ مِنَ القاتِلِ " ابن ماجه .
 
 3-  ولما قدم عليه رسولاً مُسيلمة ،  فتكلما بما قالا ، قال : " لَوْلاَ أَنَّ الرُّسَلَ لا تُقْتَل ،  لَضَرَبْتُ أَعناقَكُما " فَجَرت سُنَّتُه أَنْ لاَ يُقتلَ رسولٌ " أبي  داود .
 
 4-   وكان لا يحبس الرسول عنده إذا اختار دينه ، بل يرُدُّهُ .
 
 5-   وكان إذا عاهد أعداؤه واحداً من أصحابه على عهد لا يضُرُّ بالمسلمين بغير رضاه أمضاه .
 
 6-  وصالح قريشاً على وضع الحرب عشر  سنين على أن من جاءه مُسلماً ردَّهُ ، ومن جاءهم من عنده لا يردُّونه فنسخ  اللهُ ذلك في حقِّ النساء ، وأمر بامتحانهن ، فمن علموا أنها مؤمنةٌ لم  تُرد .
 
 7-   وأمر المسلمين أ، يردُّوا على  من ارتدت امرأته مهرها إذا عاقبوا ، بأن يجب عليهم مهر المهاجرة ، فيردونه  إلى من ارتدَّت امرأته .
 
 8-  وكان لا يمنعهُم أن يأخذوا من  أتى إليه من الرِّجال ، ولا يُكرهه على العود ، ولا يأمره به ، وإذا قتل  منهم أو أخذ مالاً وقد فضل عن يده ، ولمَّـا يلحق بهم لم يُنكر عليه ذلك ،  ولم يَضمنه لهم .
 
 9-  وصالح أهل خيبر لما ظهر عليهم  على أن يُجليهم منها ، ولهم ما حملت ركابهم ، ولرسول الله صَلى الله عَليه  وسَلمْ الصفراءُ والبيضاءُ والسلاحُ .
 
 10- وصالحهم على الأرض على الشَّطر  من كل ما يخرج منها ولهم الشطرُ ، وعلى أن يُرهم فيها ماشاء ، وكان يبعث كل  عامٍ من يُخرصُ عليهم الثمار ، فينظُر كم يجني منها ، فيضمِّنهم نصيب  المسلمين ويتصرفون فيها .
 
 هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في دعوةِ الملوك وإرسال الرُّسُل والكُتُبِ إليهم  :
 
 1-  لما رجع من الحديبية كتب إلى  ملوك الأرض ، وأرسل إليهم رُسله ، فكتب إلى ملك الرُّوم ، وبعث إليه ،  وهمَّ بالإسلامِ وكاد ولم يفعل .
 2-   وبعث إلى النجاشي ، فأسلم .
 3-   وبعث أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبلٍ إلى اليمن ، فأسلم عامةُ أهلها طوعاً من غير قتالٍ .
 
 
 هَدْيُهُ صَلى الله عَليه وسَلمْ في مُعَامَلَةِ المُنَافِقِينَ  :
 
 1-   كان يقبل علانيتهم ويكل  سرائرهم إلى الله ، ويُجاهدهم بالحُجةِ ، ويُعرض عنهم ، ويُغلظ عليهم ،  ويُبلِّغ بالقول البليغ إلى نُفُوسهم .
 2-   وترك قتلهم ، تأليفاً للقلوب ، وقال : " لا ، يتحدّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّداً يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ " [البخاري ومسلم].
 
 
 
 
 |