‘
‘
للهروب أسباب وأنواع ، وربما كان الهروب إلى الذات هو النوع الأصدق والأنقى .. فليس أصدق من الذات في استقبالنا !
- اهرب ، إذا كان في هروبك حياة جديدة لكبريائك ، وكرامتك التي أُهدرت تحت مُسمَّيات الحب والحنين والغيرة ، ومصطلحات أُخرى مزخرفة لا انتهاء لها .
- اهرب ، إذا شعرت بأنّ الحزن بدا ينسج خيوطه حول قلبك النقي ويخنق بقايا الفرح فيك ، وبأنهم أصبحوا مصدراً عظيماً لهذا الحزن .
- اهرب ، إذا شعرت بأن المنطق يرفض إحساسك ، وبأن قيمك ترفض إحساسك ، وبأن نقاءك يرفض إحساسك ، وبأن إحساسك يرفض نفسه .
- اهرب ، إذا ضاق عليك الحلم ، وضاق عليك الأمل ، وضاق عليك النبض ، وضاق عليك المكان ، وضاعت ملامح الزمان في عينيك .
- اهرب ، إذا أكسبوك عادات الحزن ، وفتحوا قابليتك للألم ، ودربوك على الغبن والانكسار ، وعلّموك البكاء بلا انتهاء .
- اهرب ، إذا اكتشفت أن شيئاً ما في داخلك بدأ يموت ، وأن شيئاً ما فيك بدأ يذبل كالورد المقطوف ، وأنك بدأت تنتهي كالسراب في آخر الطريق .
- اهرب ، إذا شعرت بأنهم بدأوا يُسيئون فهمك ، ويمزقون تاريخك ، ويشوهون عراقة إحساسك ، ويُطفئون مصابيح طريقك إليهم .
- اهرب ، إذا شعرت بأن نفسك لا تستحق منك كل هذا الشقاء ، وبأنهم لا يستحقون منك كل هذا الإحساس !!
|