[ليناالحربي]

وحدى .. وحدى مع الأيام

أعيشها بكل مرارتها و قسوتها و عنفوانها

شامخة برقة كشموخ جبل من الرمال ينتظر أن يسقط فى أية لحظة لكنه لا يسقط أبدا !

أحببتك أنا و عشقتك بجنون

طيبة القلب أنا و أحب كل الناس

رقيقة كرقة الورد .......... و ماذا بعد ؟!

ماذا جنيت من أشواق السنين و آمال الوهم ؟!

ماذا تمخضت عنه تجاربى فى الحياة ؟!

وما النتائج التى ترتبت على تلك الدرجة العالية من احساسى ؟!

لا شيء .... لا شيء على الاطلاق !

و الأكثر من ذلك أنه لا أحد يعلم شيئا عنى

لا أحد يعلم شيء خصوصا أنى قد تخليت عن البوح و اعتنقت الكتمان

كعقيدة أخيرة للتعبير عن الوهم !

تخليت عن البوح و اعتنقت الكتمان

منذ هذه اللحظة لن أشكى و لن أحكى و لن أبكى أمام أحد

و منذ هذه اللحظة :



أبدو هادئة , مرحة و جميلة بابتسامة مشرقة , كأن شهيتى مفتوحة على الحياة !

و لست أدرى من أين جاءتنى هذه الأحاسيس و تعابير الوجه الوهمية ؟!

غير أنى رائعة كغصن شجر مزهر ينتج أوراقا وردية !

وتفوح رائحة الأمل منى على كل من حولى !

و أنا ما زلت مغرورة باحساسى

ما زلت أعتقد فى عظمة الحب بداخلى

وما زلت أنظر لنفسى كملاك يحرس العالم !

حتى ظننت أنى سبب كل سعادة السعداء فى العالم !

ومصدر كل مواساة الأشقياء فى العالم !

و أنى الأمل الأخير للحب فى الوجود و المنقذ الوحيد للبشرية من الكراهية !

أيها البشر : اعذرونى !





فأنا مغرورة باحساسى

و مغرورة بقلبى الذى يفيض حبا و يختزن حبا و يزيد حبا فوق طاقتى !

وهو المصدر الرئيسى للحب فى العالم !

اعذرونى فالنور و الحب يخرجان منى رغما عنى !

اعذرونى فأنا لا أستطيع أن أكره أحدا أو أحقد على أحد

اعذرونى فأنا لا أستطيع أن أفهم المبررات العنجهية السخيفة

لكل ما يحدث فى العالم من آثام و شرور !

أو أن عقلى النظيف جدا لا يعرف كيف يستوعب أحداث قذرة !

اعذرونى فأنا جاهلة لم أتعلم فن اللف و الاستدارة !

وكيف تجعل الآخرين يفركون أنوفهم من الحيرة و التناقض ؟!

لم أتعلم كيف ألخبط الناس و أضللهم و أجعلهم يدورون حول أنفسهم ؟!

ولهذا السبب بالتحديد

درت أنا حول نفسى و أصابنى الدوران !

فقدت توازنى النفسى أمام قوة و صلابة تماسككم الشرير !

عذرا فقد أصبحت أنا المجنونة و أصبحتم أنتم عين العقل !

عفوا فقد تراجعت كل النظرات الكاملة و صار الناس ينظرون لبعضهم بنصف عين !

عفوا فقد ساد الغموض و ازدهر التناقض و كثرت التساؤلات عن الأشياء !

وفكرت كثيرا أن الشيء اذا زاد عن حده ينقلب ضده !

فكرت كثيرا أن أعيد النظر بشأن الحب اللانهائى فى قلبى

فلربما سبب هذا الحب المبالغ فيه متاعبا و أخطارا جسيمة

و سألت نفسى : هل يعقل أن يحب أحد لهذه الدرجة ؟!

هل يعقل أن تشع من أحد كل هذه الطاقة من النور و الحب ؟!

فكرت كثيرا أن أغيب عقلى لكن تصبب العرق من جبهة تفكيرى !

من أنا ؟! , ماذا يحدث ؟! , و ما هذا العالم الغريب ؟!

فوجدت نفسى أتراجع للوراء و انكفأ ظهرى على عالم رائع مفقود , اكتشفت سرا !

اعذرونى فقد فشلت كل مساعيا فى الحقد !

بذلت كل جهودى و لم أستطع يوما أبدا أن أسرب الى قلبى ذرة كراهية واحدة !

اعذرونى فأنا مغرورة باحساسى !


واعذرونى اذا عرفتمونى عن كثب فلم تجدونى

كمبالغة قلتها لكم عن نفسى !

كلا و لا , لن تجدونى ملاكا كما أخبرت !

ولا رقيقة لهذا الحد كما زعمت !

فأنا أتخفى منكم و أخفى عنكم حقيقتى

خشية أن تحتقرو و تستغلو رقتى !

و تقللو من شأن و عظمة مشاعرى !

أيها البشر : اعذرونى

فأنا مغرورة باحساسى !