عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-12-14, 12:36 AM   [18]
خريج بكالوريوس
مشـرف قـسـم الخريجيـن
وطلبات التحاضير وأوراق العمل
الصورة الرمزية خريج بكالوريوس
 

خريج بكالوريوس will become famous soon enough
افتراضي

تابع / إيجاز القصر

ثالثا :
ــــــــ
1- إن النفس الإنسانية طيعة بيد صاحبها يربيها كما يشاء . وهي تألف ماعودتها عليه وتستكثر طلب الملذات والشهوا ت إن عودتها عليها وفي مقابل ذلك ترضى بالقليل من المتع إن عودتها على الاكتفاء لذا على الإنسان مجاهدة نفسه وكفها عن هواها وتعويدها القناعة حتى لاتتعب صاحبها .
جمال الإيجاز :
ـــــــــــــــــــــــ
عبر الشاعر عن المعنى بألفاظ قليلة موجزة استخدم فيها كلمة "راغبة"بالتنكير دون تحديد لماترغبه لكثرته ولترك المجال للتخيل ثم أوجز حين قال "إلى قليل " وهذا القليل هو كل شيء رغبت فيه فتميل إلى القناعة ويهنأ صاحبها واستخدم لفظ " تقنع" ليدل على الهدوء والسكينة والرضا الذي تعيش فيه هذه النفس كمانلاحظ اختلاف ترتيب الجملتين ففي الجملة الأولى بدأ بجواب الشرط ليدل على الخطر الذي يداهم النفس وفي الجملة الثانية بوسيلة مداراة هذا الخطر وهو يناسب السامع الذي يفزع عند سماع الجملة الأولى فيبحث عن الحل والعلاج .

2- عشت حياتي بين اللهو والترف ومشاركة العابثين والمنحرفين والمغرقين في الضلال ، وكنت كالماشية التي ترعى كماتشاء فأضعت شبابي وزهرة عمري في ذلك ، وبعدها تكشفت لي الأمور وعلمت أني أوردت نفسي المهالك ولم أخرج إلا بالذنوب والآثام .
جمال الإيجاز :
ـــــــــــــــــــــــ
يتضح الإيجاز في استخدام الشاعر للصور التي صورت المعنى المجرد واقعا ملموسا حيث شبه انغماس نفسه في اللهو بالدلو في البئر يمتلئ بالماء"استعارة مكنية " وقد دلل على الإسراف والتبعية في اللهو بلفظ " مع" والضمير "هم" ، ثم أطلق إطلاقا عاما ينفتح به الخيال في قوله " مابلغ" وهي كلمة عامة مغرقة في التنكير تحمل كل مايمكن فعله وكلمة طآثام بدون تحديد أو تعريف ويستخدم لفظ عصارة ليدل على مقدار الجهد وتركيز الخلاصة.

3 – المرء الذي يطمح إلى ثناء الناس وحمدهم لابد أن يتحمل كل مشقة في ذلك لأن إرضاءهم أمر يعسر الوصول إليه فهو يكلف النفس كثيرا من الضبط والصبر والاحتمال للمشاق والمكاره.

جمال الإيجاز:
ــــــــــــــــــــ
في قوله "ضيمها" التي تحمل معنى كل أمر ضيم ويضيم النفس وهي تشمل كل مكارم الأخلاق التي تضيم النفوس وتجعلها تحتمل المشاق من أجلها وقد أسندها للضمير "ها"العائد على النفس ليدل على أن الضيم واقع عليها لامحالة ثم نفى كل ما يهتم به الإنسان من حسن ثناء نفيا قاطعا بتقديم المسند الاسمي "إلى حسن الثناء" ليكون أقرب للنفي مع تنكير المسند إليه"سبيل " ليدل على العموم .

4 – لقد أكرهت نفسك على تحمل الأمور الشاقة لتنال المدح والثناء والحمدوهذا كلفك الكثير من المشقة وإتعاب الذات وبهذا ظلمت نفسك وأنت تطلب إعطاءها حقها من الثناء وكل ذلك لم يكن ظلما لها إنما كان إنصافا لأنك لو لم تفعل ذلك مانلت ماأنت فيه من مجد وجاه يكسبانك الذكر الجميل .

جمال الإيجاز:
ــــــــــــــــــــــ
استمد هذا البيت جماله من بديع استخدام الشاعر تصريفات كلمة "الظلم"في مواقع مختلفة لتعطي دلالات تخدم المعنى "ظلمت"بمعنى أجهدت نفسك في كل فعل حسن . "مظلومة" هي النفس التي تحملت المشاق ."لم تظلم"أي لم يقع عليها الظلم وهذا فتح آفاقا للسامع ليفكر في مفهوم الظلم وحقيقته وماالذي وقع منه.


التوقيع: " كل ما أتمناهـ فـقـط أن تدعوا لـي .. في ظهـر الغـيـب "
\||/
(°_°)
--- oOOo----------------------
أفضل منتدى تعليمي منتدى
التربية والتعليم بالمدينة المنورة
-----------------------oOOo---
|_|_|
|| ||
|| ||
|| ||
ooO Ooo




خريج بكالوريوس غير متواجد حالياً    رد مع اقتباس