تفقد العيص والمخيمات في ينبع .. أمير المدينة:
استنفار لأي طارئ والدولة حريصة على الإيواء
بعثة «عكاظ»: محمد طالب الأحمدي، خالد الشلاحي، علي الحربي، (العيص) محمد السلمي ـ فيصل الربياوي ( ينبع) (تصوير: عبدالمجيد الدويني)
طمأن الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، المواطنين والمقيمين في محافظة ينبع ومراكزها بعد الهزات الأرضية التي تعرض لها مركز العيص والقرى المجاورة. وقال في تصريحات صحافية أمس: إن ولاة الأمر وجهوا باتخاذ كافة الاحتياطات الاحترازية التي شاركت فيها مختلف الإدارات الحكومية ذات العلاقة وتهيئة مواقع محددة وتجهيزها بكامل الاستعدادات لإيواء المتضررين من الهزات الأرضية وتأمين كل ما يلزم لهم من إسكان ومعيشة وخدمات طبية. وأكد أمير المدينة المنورة أن المساعدات المادية التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده، صرفت لأهالي منطقة العيص والمناطق المجاورة لمنطقة النشاط الزلزالي والذين تم إخلاء منازلهم حفاظا على سلامتهم. وأوضح أن هناك بعض الأوراق والثبوتيات التي تحتاجها وزارة المالية لكي لا تستغل هذه المساعدات من بعض الأشخاص اللذين يأتون ويدعون أنهم من أهالي منطقة الزلازل، لكن كافة الاحتياجات الضرورية والملحة وفرتها الحكومة وفقا للتوجيه السامي. مفيدا أن دور رجال الأعمال والمواطنين في المنطقة ملموس في مساعدة إخوانهم أهالي العيص، والدليل على ذلك عدد المتطوعين الذين وجدناهم في مركز الإيواء وما أعلن عنه من قبل بعض المواطنين بأن منازلهم مفتوحة لاستقبال الأهالي، وهذا ليس بمستغرب على أحفاد الأنصار والمهاجرين بصفة خاصة والشعب السعودي بشكل عام فهم أهل الشهامة والنخوة والمواقف المشرفة دائما. وعن سير الاستعدادات لمواجهة استمرار الهزات الأرضية، قال: كافة الاستعدادات كاملة وفق توجيهات خادم الحرمين وولي العهد والنائب الثاني التي تكفل راحة المواطن، كما أن مناطق الإيواء معدة إعدادا جيدا وجميع الخدمات متوفرة. وأضاف أن المخططات الإنشائية لمدينة ينبع الصناعية تراعي حوادث الزلازل والهزات الأرضية. وأوضح أن مناطق الإيواء هي ليست للإقامة الدائمة وإنما لتفويج المواطنين فقط وإقامتهم هي في ينبع والمدينة المنورة أو مناطق أخرى ومناطق الإيواء هي لإكمال الأوراق اللازمة لتكفل لهم المنزل المناسب والإعاشة اللازمة وما يحتاجه الطلاب لإكمال دراستهم في المناطق التي سوف يتم تحويلهم إليها.
وأشار إلى أن الإعانات المادية موجودة وتم الصرف لعدد كبير منهم وهناك بعض الأوراق التي تم استكمالها خصوصا في المدينة المنورة وسيتم الصرف لهم خلال ساعات، أما ينبع فقد تم مناقشة هذا الأمر وسيتم استكمال كافة الأوراق اللازمة وسيتم الصرف لهم.
وعاد للقول، لا نريد أن تستغل الظروف ممن يأتي ويقول أنه من أهالي المناطق المخلاة. مؤكدا أنه لم تكن هناك نية لإخلاء العيص قبل أن تصل التقارير التي تفيد بخطورة الوضع. وأضاف أن حكومة خادم الحرمين الشريفين حريصة كل الحرص على سلامة المواطن السعودي والمقيم في تلك المنطقة، ولذلك تم الإخلاء وصدر الأمر السامي بتوفير كافة احتياجات المواطنين من إيواء وإعاشة.
وأوضح أمير المدينة أنه ناقش مع المسؤولين في ينبع والعيص، قضية الأهالي الذين لم يحاطوا بالشكل اللازم بالنسبة للأخطار المتوقعة، وأن منهم من يتوقع أن العودة لمساكنهم سوف تكون قريبة، على رغم أن الخطر لا يزال قائما وأن هناك من هم خارج المنطقة الذين شعروا بالهزات ولكنهم ليسوا في وضع خطر وهم يتساءلون ماذا نعمل.
وشدد على القول، هناك اتفاق أنه لا بد من وجود متحدث يطلع المواطنين على التفاصيل أول بأول، بوجود مناطق محيطة بموقع الخطر، بالإضافة إلى استخدام أرقام الهواتف النقالة الخاصة بالمناطق المحيطة بمنطقة الخطر سيتم إشعارهم بشكل مستقل أيضا عن بعض التفاصيل أو ما يستجد من ناحية خدماتهم أو مستجدات الوضع أولا بأول. وتمنى أمير المدينة أن يعود جامع العيص الذي أدى فيه صلاتي الظهر والعصر بأن يرتفع الأذان فيه يوميا بشكل طبيعي.
وكان الأمير عبد العزيز بن ماجد قد ناقش مع لجنة الدفاع المدني بحضور كافة مدراء الدوائر الحكومية في منطقة المدينة المنورة وينبع ومحافظ ينبع إبراهيم بن شخبوط السلطان، كافة الاستعدادات المتخذة والإجراءات التي سوف تتخذ من أجل المحافظة على سلامة أرواح المواطنين، بالإضافة إلى وضع ينبع الصناعية والخطر المحتمل في حال حدوث طارئ، وكافة المستجدات التي تتعلق بتطبيق التوجيه السامي بتوفير كافة ما يحتاجه أهالي منطقة الزلزال من خدمات سواء من إيواء أو إعاشة أو توفير مدارس لاستقبال أبنائهم.
وفي وقت سابق، تفقد الأمير عبدالعزيز بن ماجد مركز العيص الذي أخلي من سكانه ضمن الإجراءات الاحترازية بعد الهزات الأرضية المتتالية. وأكد أن الدولة حريصة على سلامة وأمن المواطنين والمقيمين وتجهيز مقار إيواء أو شقق سكنية لإيواء المتضررين .
وقال خلال لقاء مع الأهالي وأعضاء المجلس البلدي للعيص، بحضور محافظ ينبع إبراهيم السلطان، ورئيس مركز العيص علي البريكيت، إنه لم تقع إصابات أو تهدم للمنازل، مشيرا إلى أن جميع القطاعات المعنية متواجدة ومستعدة لأي طارئ لا قدر الله.
ووقف أمير المدينة عن كثب على مركز العيص واطمأن على إخلائه من السكان، وتابع مراكز الإيواء وإسكان المواطنين من خلال فعاليات اللجنة التي تم تشكيلها وتعمل على مدار الساعة لخدمة المواطنين الذين أخلوا مساكنهم. وحث أعضاء اللجنة والعاملين في مختلف القطاعات على مواصلة العمل لخدمة الأهالي وكسب الأجر والمثوبة.
وطمأن المواطنين والمقيمين في محافظة ينبع ومراكزها. مشيرا إلى أن ولاة الأمر وجهوا باتخاذ كافة الاحتياطات الاحترازية التي شاركت فيها مختلف الإدارات الحكومية ذات العلاقة، وتهيئة مواقع محددة وتجهيزها بكامل الاستعدادات لإيواء المتضررين من الهزات الأرضية وتأمين كل ما يلزم لهم من إسكان ومعيشة وخدمات طبية.
وقال في تصريح صحفي «إن أبناءنا وإخواننا في محافظة ينبع ومراكزها هم جزء من شعب المملكة المتوكل دائماً على ربه. وإن الدولة جهزت ولله الحمد كامل الإمكانات وهذا حق طبيعي لكل مواطن».
كما تفقد الأمير عبد العزيز بن ماجد أمس، محافظة ينبع واطلع على التجهيزات والاستعدادات البشرية والآلية للتعامل مع تداعيات الهزات الأرضية. وزار مركز الفقعلي يرافقه أمين منطقة المدينة المنورة المهندس عبد العزيز الحصين، مدير الدفاع المدني في المنطقة اللواء صالح المهوس، أعضاء لجنة الدفاع المدني وأعضاء مجلس المنطقة .
وتجول في مخيم الإيواء، مقر إدارات الدفاع المدني، هيئة الهلال الأحمر والإدارات المساندة واطمأن على سير العمل والتجهيزات.
وزار كذلك مخيمات الإيواء واستمع للأهالي، ووعدهم بتقديم العناية والرعاية لهم بما يكفل راحتهم وطمأنينتهم وفق توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده والنائب الثاني.
من جانبه، قال رئيس مركز العيص:?إنه برغم الهزات الأرضية التي شهدها المركز والقرى المجاورة له إلا أن توافر استعدادات الإدارات المعنية من خلال اللجنة التي شكلها أمير منطقة المدينة المنورة تحقق الكثير من الأمان والاطمئنان للأهالي والمواطنين.
مشاهدات من الجولة
? استمع صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة خلال جولته التفقدية لمخيم الإيواء في قرية الفقعلي أمس لمطالبات إنسانية من عدد من كبار السن.
? امرأة مسنة تقيم في إحدى الخيام استوقفته لتناشده النظر في نقل ابنها الوحيد الذي يعمل معلما في إحدى مدارس الجوف إلى المدينة المنورة .
? استقل الأمير عبد العزيز عقب الجولة الحافلة متوجها إلى العيص. وفور تحرك موكبه شاهد لوحة كتب عليها «المتطوعون من أهالي العيص» وبجوارها عدد من الشبان على أطراف المخيم. و ترجل مجددا وقال لهم «بيض الله وجوهكم» مبديا إعجابه بدورهم في إعداد القهوة والشاي وتقديم المساعدات الخاصة للأسر داخل المخيم .
? انتقلت بعثة «عـكاظ» من العيص إلى مخيم الإيواء في قرية الفقعلي على طريق (العيص ـ ينبع) لتغطية جولة أمير المدينة للمخيم، ومن ثم عدنا إلى العيص حيث تجول في المركز الخالي من السكان وغادر ومرافقوه إلى ينبع بعد أداء صلاة العصر في جامع العيص.
? أكثر من 300 آلية للدفاع المدني والصحة والأمانة والمياه والشرطة تمركزت في المخيم ورفعت أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ في العيص .
? ارتسمت على أهالي العيص بشرى استقرار الهزات نسبيا في العيص وقراها.
المصدر:جريده عكاظ