من أهم الأمور التي تساعد الانسان للخروج من الشدة بسلام :
1- الايمان المقرون بالعمل الصالح .
2- أن يعلم المسلم بأن الدنيا فانية قليلة المتاع .
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر"
3- تحقيق التوحيد لله.
4- تقوى الله ، لقوله تعالى :
" ومن يتق الله نجعل له مخرجا" ويرزقه من حيث لا يحتسب"
5- حسن الظن بالله تعالى وإنتظار الفرج : وتذكر قوله تعالى :
" وإن مع العسر يسرا "
6- التعرف إلى الله والشكر في الرخاء:
إذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة ، ويسخر لكم الأسباب .
ولقوله تعالى :
"فلولا أن كان من المسبحين ، للبث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون ".
7- الاستعانة بالصبر والصلاة :
لقوله تعالى :
" يا أيها الذين آمنوا ، إستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين " .
8- كثرة الاستغفار :
لأن البلاء لا ينزل إلا بذنب ، ودواء الذنوب الاستغفار .
لقوله تعالى :
" إستغفروا ربكم إنه كان غفارا" ، يرسل السماء عليكم مدرارا ،ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا".
9- الدعاء والخشوع والتوجه لله مع الاضطرار والتذلل :
يقول الله تعالى :
" أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء "
من أهم النصائح المعينة على الصبر و تجاوز الشدائد والمحن
1 - عند نزول المصائب لنردد مرارا"
(لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم )
وحسبنا الله ونعم الوكيل .
يقول الله سبحانه و تعالى :
" وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" (157) البقرة .
دعاء :"اللهم يا مفرج الهم فرج همي وكربتي فقد ضاق صدري ونفذ صبري وانت المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله".
- 2. أن نطلب من الله الجبر في المصيبة و التعويض عنها بخير...
وقد قال أبو سلمة عند وفاته: (اللهم اخلفني في أهلي بخير)
فأخلفه الله تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- على زوجته أم سلمة بعد انقضاء عدّتها،
- 3. لنعلم جميعا" أن الله يأجر المؤمن على كل صغيرة و كبيرة في هذه الحياة حتى الشوكة يشاكها المسلم يؤجر عليها.
عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قال صلى الله عليه وسلم:
( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها ) رواه البخاري .
وعن أبي سعيد الخدري وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " رواه البخاري ..
أخواتي يقول الله تعالى في كتابه الكريم:
(أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلُكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذَكَّرون). {النمل 62}.
ويقول تعالى عن الدعاء:
( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).{البقرة 186}.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(الدعاء هو العبادة).
ثم قرأ: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) غافر60.
رواه أبو داود والترمذي. بإسناد حسن صحيح
لاحظوا معي كيف عبَّرت الآية عن ترك الدعاء بالاستكبار عن عبادة الله عز وجل , وجعلت مصير هؤلاء المستكبرين دخول جهنم داخرين صاغرين.
ويقول أيضاً:
(إن الله حيّي كريم، يستحيي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردّهما صفراً خائبتين). رواه أبو داود والترمذي وحسنه.
تنبع أهمية الدعاء من كونه صلةً بين العبد وربه , ليس بينه وبين الله حجاب ,
وعندما يَحسن دعاء المرء ربّه بقلبٍ خاشعٍ وَجِل دون تكلُّف أو مُراءاة , فإن أبواب السماوات تفتح أمامه ، وتنقشع الحجب عن روحه وقلبه , ليصبح من أهل مقام الإحسان ،
الذي بيّنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:
(الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).متفق عليه
وبناءً على هذا يمكن لنا أن نفهم قول النبي صلى الله عليه وسلم :
الدعاء هو العبادة , وفي رواية مخ العبادة. (رواه الترمذي) صحيح،
وأن صَلاح جميعِ العبادات والخروج من الأزمات والشدائد متوقّف على صلاح صلة العبد بربه واستشعاره بجلاله وقربه وعظمته , وهو أقرب ما يكون في حالة الدعاء المشتمل على التضرّع والتذلل على باب الرحمن...
الدعاء زوّادة المؤمن يمدّه بالصبر ويشحنه بالرضا بكل ما يقدره الله تعالى,
فعندما يصاب المؤمن بالمصائب والأزمات لن يجد له مدداً ولا عوناً إلا على باب الرحمن , يبثه همومه وآلامه ويشكو إليه حاله
فالمؤمن يطلب من الله وحده أن يفرج كربه ويلهمه الصبر والسلوى, وعندما يصدق في الدعاء سيشعر بشلال من النور يسري في روحه وصدره , فيستعيد قوته ونشاطه وصبره وعزمه وثباته...
وحتى يصل العبد إلى هذه المرحلة من الصدق في الصلة مع الله عز وجل عليه أن يطرق باب الرحمن بالدعاء كل يوم .. وفي جميع أحواله ... !!
كثيرون هم الذين يغفلون عن أهمية الدعاء في حياة المؤمن , فإذا ما أُصيبوا بمصيبةٍ هرعوا فدعوا وتضرّعوا.
لا شكّ أن باب الله تعالى مفتوح دائماً لعباده الملتجئين إليه، ولكن لا شك إيضاً في أن من سرَّه أن يستجيب الله له عند الشدائد, فليكثر من الدعاء والتسبيح في الرخاء.
فلقد قال الله تعالى عن يونس عليه السلام حين التقمه الحوت:
(فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يُبعثون).الصافات 143-144
وهنالك أناساً يكثرون من الدعاء ولكنهم لا يعرفون فقه الدعاء وآدابه , فيُفصِّلون لربهم الطلب في أمور الدنيا ، وكأنهم داخلون إلى شركة هندسية أو شركة سيارات ,
فهذا يدعو ربه أن يهيىء له بيتاً بمساحة كذا ... في شارع كذا في عام كذا , وآخر يدعو ربه أن يرزقه سيارة موديل كذ ا , أو مزرعة أو فيللا أو محلاً ... هذا لا يجوز ...
وذلك فيه إساءةٌ في الدعاء وجهلٌ بحقيقته , وقد علَّم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه كيف يسألون الله تعالى في أمور دنياهم , حين علَّمهم دعاء الاستخارة في الأمور كلها ,
فيقول المؤمن المستخير:
( اللهم إن كنتَ تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره ويسره لي. وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثمّ رضني به...) .
فالمؤمن في أمور الدنيا وقبل إقباله على أي أمر يستخير مولاه و يسلم أموره لله، ويدعو أن يوفقه لما فيه الخير , وأن يرضّيه به بعد ذلك.
لأن الانسان لايعرف أين الخير ، وما هي عواقب الأمور ، فالله وحده هو علام الغيوب .
إذاً: دعاء الإنسان لأمور دنياه يشترط فيه أن يقرنه بالخيرية ، ثم يسلّم بعد ذلك لما يقدّره الله تعالى ويرضى به , لأن الخير فيما يختاره الله.
وقد قال صلى الله عليه وسلم :
(اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفس لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ).
رواه ابن ماجة صحيح.
أما أمور الآخرة فيباح بل يندب للمؤمن أن يُفصِّل فيها , فقد كان صلى الله عليه وسلم يُعلِّم صحابته ذلك فيقول:
(إذا سألتم الله فسلوه الفردوس الأعلى) . رواه البخاري
قد يقول البعض: نعم نعم... أنا أدعو الله وأسأله الفردوس الأعلى، وأسأله لذة النظر إلى وجهه يوم القيامة صباحَ مساء...
ولكن للأسف هنا مشكلةٌ أخرى ,
إذ كثير من الناس يطلبون من ربهم أن يدخلهم الفردوس الأعلى ، وإذا ما نظرنا إلى مسيرتهم في الحياة وجدناهم في وادٍ بعيدٍ كلّ البعد عن طريق الجنة والفردوس... فهم لا يعملون الخير ولايسعون إلى الجنة إلا بالكلام .
***** *****
إلهي
يا من إليك بسطت كف رجائي ورفعت آمالي بصدق دعائي
يا من ألوذ بباب عزّك دائماً أبداً مع السراء والضراء
غوثاه إني مستجير ضارع وبعلة الأوزار أدمن دائي
اغفر بفضلك ما جنيت وداوني بعناية يا أرحم الرحماء
***** *****
ويشترط لاستجابة الدعاء أن يكون مال المرء حلالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: في الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب..يا رب، مطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذّي بالحرام، فأنّى يستجاب له. رواه مسلم عن أبي هريرة رقم 1015
ومن شروط الدعاء أيضاً أن يدعو المرء ربّه بقلب خاشع وجلٍ مستشعر جلال الله وعظمته، وأن يوقن بالإجابة.
البعض يدعو الله تعالى , وعندما يستبطيء الإجابة يقول:
دعوت فلم يُستَجب لي...
ولهؤلاء نقول :
لقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل , يقول: دعوت فلم يستجب لي) رواه البخاري ومسلم.
قد يقول البعض: نعم .. إننا أحياناً ندعو وننتظر شهوراً وسنوات ثم لا يستجاب لنا..!!
ولهم نقول أن لإستجابة الدعاء أنواع ,
إما أن يعجّل الله للعبد ما دعاه به ويعطيه إياه في الدنيا ,
وإما أن يصرف عنه من السوء المقدّر عليه بدل أن يعطيه ما دعاه,
أو أن يدخّر له مقاماً حسناً في الآخرة، وفي هذا خير للداعي وأيّ خير....!!
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(ما من مسلمٍ يدعو بدعوةٍ ليس فيها إثمٌ أو قطيعة رحم, إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجّل له دعوته, وإما أن يدّخرها له في الآخرة, وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها, قالوا: إذاً نكثر, قال: الله أكثر).
رواه أحمد.حسن
وكان صلى الله عليه وسلم يقول:
(لا يرُدُّ القدر إلا الدعاء , ولا يزيد في العمر إلا البٍر , وإن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يذنبه).رواه الترمذي حسن
وهنالك أحبتي آداب للدعاء فصَّلها العلماء ،
ويستحب لمن يريد الدعاء أن يتقيّد بها:
1- منها أن يترصد لدعائه الأوقات الشريفة المستحبة، وهي كثيرة, كوقت السحر لقوله تعالى:
(وبالأسحار هم يستغفرون).
وبين الآذان والإقامة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
(الدعاء بين الآذان والإقامة لا يُرَد).
رواه ابن حبان صحيح.
ودعوة الصائم حين يفطر , ودعوة الساجد لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا فيه من الدعاء). رواه مسلم.
2- ومنها أن يدعو مستقبلاً القبلة رافعاً يديه إلى السماء.
3- ومنها خفض الصوت بين المخافتة والجهر.
4- وأن يفتتح دعاءه بالثناء على الله تعالى والصلاة على نبيه, وأن يختتمه أيضاً بالصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم .
5- وأن لا يتكلّف السجع في الدعاء , لأن التكلف في ذلك المقام لا يتناسب مع الذلّ والافتقار إلى الله الواجبين في الدعاء.
6- وأن يلحّ بالدعاء ويكرّره ثلاثاً , فقد كان عليه الصلاة والسلام إذا دعا دعا ثلاثاً, وإذا سأل سأل ثلاثاً...
7- وعند نزول الغيث ( المطر ) .
8- ودعاء المظلوم .
9- وفي حال السفر .
لذا ليكن الدعاء هو أول الطرق الذي تسلكه .. و هو أنجح الطرق التي تطلب ... و أسرعها وصولاً ... و أصوبها سبيلاً ...
ومن الأشياء التي تسلينا و تدلنا إلى سبيل السعادة... هو كيف نرتقي بمستوى سعادتنا المطلوبة... و نغير من خارطة طموحاتنا المرسومة....
فنجعل السعادة الأبدية هي كل مطلبنا ... فلنا أن نتخلص من همومنا العارضة بمقارنتها بهموم أعظم ... و شحن النفس بهمم أعلى ...
و لعل المتأمل لما كان عليه الرسول الكريم و صحبه الكرام رضي الله عنهم...يجد أن هم الدعوة هو كل همهم ... وإبلاغ الدين هو غايتهم ...
فتكبدوا في سبيله الشدائد و المحن.... فأصابهم الهم والنصب والغم و الكرب خلال ذلك الطريق ...
ولكن رغم ذلك نجد بأنهم كانوا سعداء ... والسبب وراء ذلك لأنهم يسيرون في ذلك الطريق الذي تهون و تصغر في سبيله كل مصيبة و كل محنة... إنه سبيل رضا الرحمن الموصل إلى أعالي الجنان.
إن في قصص الأنبياء العبرة و العظة التي تجعلنا نمضي في سبيلنا بلا تردد ... و أن نسير في حياتنا بلا خوف من عوارض الزمان....
فمهما نالتنا الدنيا بشديد مصائبها فهي أقل مما تعرض له الرسل...بل إن في قصصهم عبرة و في انبثاق النور عليهم بعد الكرب فرحة لمن كان مهموم....
فسورة يوسف أيها الإخوة هي خير تصبير للحزين. ..فيها قصص و عبر من ابتلاءات متنوعة ... فيها هموم و أحزان أب .... فلم ييأس وصبر وشكا لمولاه وحده وقال : (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله).
وفيها مكيدة إخوان ....وفيها توبة أبناء.... فيها ابتلاء رسول .... فيها آلام عميقة في قلب أب مكلوم .... فيها الحياة مدبرة عن ضعيف أختار السجن على أن يفتن في دينه....
وفيها تغير الدنيا و تقلبها من ظلمات البئر إلى حياة الرق إلى مكافحة الشهوات إلى مكابدة الشقاء في السجن إلى التربع على عرش الظفر في مصر.... قصة تحكي العجب عن يوسف عليه السلام ....
و لعلنا أيضا" إن نظرنا إلى سورة الحشر وتأملنا ، ففي آياتها عرض و نماذج من الابتلاء لكل نبي من الأنبياء .... تمر و تعرج عليهم . ..
فيها وقفات و عضات للمتأمل ...كيف ينبثق النور و كيف تنفك الكروب وكيف ينجي الله عباده الصالحين و لو بعد حين .
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :
" كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ، فقال :
( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : أحفظ الله يحفظك ، أحفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف ) .
رواه الترمذي وقال :" حديث حسن صحيح ".
وفي رواية الإمام أحمد : ( أحفظ الله تجده أَمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك فـي الشدة ، واعلم أَن ما أَخطأَك لم يكن ليصيبك ، وما أَصابك لم يكن ليخطئك ، واعلم أَن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسرِ يسرا )
فمن أخذ بهذا الأحاديث أسقاه الله اليقين و ألبسه الله الرضا و أقنعه الله بالقضاء ....فكن محتسباً لله بالأجر و متمسكاً بالصبر .
إن عقولنا عبارة عن مخازن كبيرة .... يجب أن نفرغها من الهموم كل فترة زمنية...
بل يجب أن نجلس مع أنفسنا جلسة مصارحة و مكاشفة و نحسم الكثير من الأمور المعلقة....
وهذا الحسم يجب أن يكون مبني على الدراسة ... و مدعوم بالاستخارة...
الابتعاد عن المسببات للهموم والشقاء والابتعاد عن أصدقاء السوء والمنتشائمين ، هي من الأشياء المهمة التي يجب أن نتنبه لها ... و البعد عن المسببات يستلزم أن تبتعد عن المحيط المؤثر وذلك بالابتعاد جسمياً و فكرياً عن ذلك الأمر المسبب...
و أما البعد الذهني فيجب أن يوافق نفساً ذات همة ... تحاول أن تجاهد دائما" وتبتعد كلما زارها زائر الهم ... فتلهوا بغيره ... من سلوى الحياة النافعة ... من الدعاء و الصلاة و الأذكار أو الانشغال بالأمور الدنيوية المحمودة مثل الهوايات النافعة .
الصدقة تنفع المؤمن حتى وإن قلت ،
" داووا مرضاكم بالصدقة" ...
و هل هناك أشد مرضاً من نزول المصائب ... و نكد العيش أو وقوع الاكدار ... لنمد أيدينا لضعيف .. ولنواسي محتاج... ولنساعد منكوب ... فقد يدعوا لنا بدعوة تكون هي الفكاك .
عندما نفقد عزيز فالحزن ممكن لفترة ، لكن أولا" وآخرا" يجب علينا الرضا بالقضاء و القدر ... فالنفس تجزع و القلب يدمى و العين تدمع ...
لكن هل نستمر أو هل يعود المفقود أو تمحى الأقدار إن جزعنا...لا ...
فيجب أن لا تأخذنا الأحزان و تجعلنا ننسى أنفسنا و واجباتنا الأخرى... فالاستمرار بالحزن من شأنه أن يولد مشاكل أعم و أكبر و أعظم .
البحث عن طرف آخر خارج نطاق همومنا ... ليسمع منا وينصحنا ويرشدنا ،
فالحديث و التخاطب والاستشارة من العلماء والصالحين هي سبيل مفيد لازالة الهم عن النفس خاصة إذا وافق ذلك إنساناً حكيماً .
حتى لا نقع فريسة للهموم المتراكمة ... فيجب أن نبتعد عن الفراغ الذي يدور بعقولنا في دائرة الهم كما تدور الرحى .... فهي تأكل من أعمارنا و تشل أركاننا .
و نردد " وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد " ونتوكل على الله في حل أي مشكلة .
اشغال النفس بالمفيد... ... و إن كانت لا ترغب فيستحسن أن نطوعها بالخير حتى لا تطوعنا للشر وتتملكنا الوساوس.
للمهمومين و المصابين بالمشاكل ساعات طوال يتقلبون فيها بين همومهم و أحزانهم فيودعهم النوم إلى غير رجعة ...
لذا يستحسن أن لا نأوي إلى النوم قبل أن يغالبنا النعاس ، ونمارس بعض الرياضة أو الجهد البدني ، ونذكر الله ونستغفره ونقرأ المعوذات ونمسح بها على الجسد لتهدأ النفس .
الترفيه عن النفس مطلوب ، والبحث عن تغيير بسيط في بعض أنماط الحياة والروتين المملة ... إما بالقيام بالزيارات أو برحلات ....
الاستعانة بالله للثبات ،و العبادة ... و إشغال النفس بحفظ القرآن الكريم و جعل ساعة على الأقل في كل يوم يختلي بها المؤمن مع الله ،
فيذكر الخالق عز وجل ويناجيه ويتوسل ، ويستغفره ، ويجعل له ورد يومي من قراءة القرآن والدعاء ...وتكرار الأدعية والأذكار التي تزيل الكرب مع اليقين بالإجابة ... وذلك لحفظ النفس من كل داء و مصاب و لرفعها عن كل كدر و الاستمرار في ذلك مما يشرح القلب و يزيد من شحنة الإيمان التي هي العون على مصائب الزمان...
الاستعانة بالصلاة وخاصة قيام الليل ، فهي المعينة بعد الله .
عند الاحساس بالظلم والألم والحزن الشديد ، علينا التفكر بحال الفقراء والمنكوبين في بلاد الحرب ... وكيف يعيشون و يعانون ويصبرون على البلاء والاعتبار بما أصابهم ... و مواساتهم ففي ذلك راحة للقلب و تصبير على المصائب .
حضور مجالس الذكر و مخالطة الصالحين ... فمنهم نرى الطريق الصحيح ... و تلك المجالس تحفها الملائكة ... فهناك تلين القلوب وتعظم الهمم و تهون في النفس كل مصيبة...
تطهير البيت وتزكيته و ذلك بقراءة سورة البقرة كل أسبوع.
قد يصيب الإنسان اليأس و القنوط بسبل حياته... و يحس أنه قد ضل الطريق .... فيجب أن لا ييأس من رحمة الله أبدا"
وأن يتذكر الأشياء الايجابية كالجنة وثواب المتقين الصابرين ومقام الصالحين ، فهي تعطي المرء دافع نفسي قوي للنهوض مرة أخرى من هذه الكبوة .
الانشغال بالأعمال الإصلاحية الخيرية ففيها صفاء للنفس .. وتنمية لحب العطاء ... و قتل للخواء والأهواء الكثيرة التي تعشش بالنفس... و حب البذل للآخرين ....وكل ذلك من مصادر السعادة .
من فرج هماً لمسلم فرج الله همه يوم القيامة ومن نفس كربة من كربات الدنيا نفس الله له له كربة من كربات يوم القيامة ..
و إن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه...تلمس هموم المسلمين و ومواساتهم ففيها مواساة للنفس و عون من الله
عدم الندم على ما مضى ، إلا بالتوبة من الذنوب الماضية لأن النظر إلى الوراء لا يخدم طريقنا الذي نسير فيه ... فالأمور قد كانت ، و كلمات اللوم لا تفيد بل هي للهم تزيد .
العفو والصفح عمن أساء إليك ، تولد أجمل المشاعر وتزرع الطمأنينة ،
عندما يكون مصدر المشكلة خطأ من شخص ما ... فإن العفو عنه يعطي النفس ارتياحاً داخلياً....أما إذا كنت أنت المقصر فالاعتذار و تقديمها بطريقة لطيفة هي الواجبة .
و أجمل و أكرم ما يقدمه إنسان قد أخطأ عليه إنسان أن يغفر عثرته و أن ينسى زلته... مهما كان فداحة ذلك الخطأ .
إعف وإصفح ألا تحب أن يعفو الله عنك .
الاخلاص في العمل والعبادات والقلب والنية والتعامل والأخلاق لنخلص في جميع أعمالنا لله ...و احتساب جميع المصائب عنده ...
و لا ننتظر ممن حولنا الشكر ... و لا نجزع مما أصابنا من الكروب و الهموم ....فهي أحزان الدهر التي تمر و إن احتسبناها أجرنا ...و إن جزعنا منها فقدنا ثواب الصبر و تجرعنا مرارة المصيبة .
مراجعة النفس كل يوم ، وإبقاء الضمير حي دائما" ،
خيبات الأمل تتعدد .... وهي مشاكل تنتج عن خط إيجابي يسير فيه إنسان ... فيصتدم بأن واقعه غير الذي يسير فيه ...
بل إن كل الإيجابيات صارت نتائجها إلى سلبيات .... و هذه السلبيات... يجب أن نتدارسها مع أنفسنا...
فقد نعتقد أننا كنا نسير بخط إيجابي ... و لكن لو دققنا النظر لوجدنا أننا ألبسنا مسارنا هذا الاسم ... وهو لا يتسع له بل هو طريق سلبي ...
أو قد يكون هذا الطريق إيجابي .... و لكن من حولنا لم يحترموا أو يقدروا أو يتعايشوا مع خطواتنا فكانت خطواتهم مخالفة لمسارنا ...
فأصبحنا نشكك في أنفسنا ....
هنا تصحيح الخطوات والأخطاء ، هو الحل
والثبات على الحق دائما" وأبدا" فهو السبيل للنجاة .
اللهم لاعلم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .