عرض مشاركة واحدة
قديم 2024-02-27, 10:56 PM   [2]
حياتي شموخ

الــمــشــرفــة الــعــامـة

 

حياتي شموخ is on a distinguished road
افتراضي رد: دور المعلم وواجب الطلاب والمجتمع نحوه

الخطبة الثانية:



الحمد لله، الحمد لله عزَّ واقتدر، وعلا وقهَر، أحمده -سبحانه- على نعمه ما بطن منها وما ظهر، وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد ألا إله وحده لا شريك له، دلت على وحدانيته الفِطَرُ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، سيد البشر، الشافع المشفَّع في المحشر، صلى الله وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله السادة الغُرَر، وأصحابه الكرام الدُّرَر، والتابعينَ ومَنْ تَبِعَهم بإحسان، ما اتصلت عينٌ بنظر، وأُذُنٌ بخبر.



أما بعدُ، معاشرَ المسلمينَ: احترامُ المعلمِ، ومعرفةُ حقِّه هو توفيقٌ من اللهِ وهدايةٌ، ومَنْ أهمَل ذلك، أو قصَّر فيه فهو من دلائل العقوق، والخِذلان، والخسران، وفي المسند وغيره عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليس من أمتي من لم يُبَجِّل كبيرَنا، ويرحم صغيرَنا، ويعرف لعالمنا حقَّه"(حسنه الألباني).



أيها الطالبُ الموفَّقُ: مَنْ علَّمَكَ حرفًا فأخلِصْ له وُدًّا، اكتسِبْ من المعلم أخلاقَه قبلَ عِلمه، وأدبَه قبلَ درسِه، اجعله قدوةً فيما صَلَحَ من أمره، ولا تتَّبِع ما أخطأ فيه من فِعله، واحفظ له من العين ما رأَتْ، ومن الأذن ما سمعَتْ، ذُبَّ عن عِرضه، واحفظه في غيبته، يقول الحافظ النووي -رحمه الله-: "من أدب المتعلم أن يتحرى رضا المعلم وإن خالف رأي نفسه، ولا يغتاب عنده، ولا يفشي له سرا، وأن يدخل عليه وهو كامل الهيبة، فارغ القلب من الشواغل، ويتلطف في سؤاله، ويحسن خطابه، ولا يسأل عن شيء في غير موضعه.



ألا فاتقوا جميعا -رحمكم الله-، واتقوا الله أنتم أيها الآباء أيها الأمهات: قِفُوا مع المعلم، وعلِّموا أولادَكم احترامَه، وحفظ مكانته، لا تسمحوا لهم بالتطاول عليه، أو الحطّ مِنْ قَدرِه، علِّمُوهم أدبَ التعليم، وأدبَ الحوار، وأدبَ السؤال، حتى يُحَصِّلوا عِلْمًا، ويَحْمِلُوا أدبًا، حقُّ المعلمِ أن تُظْهَرَ مناقبُه، وتُستَرَ معايبه، ويُعظَّم قدرُه، ومَنْ أهان المعلم يجب أن يلقى ما يردعه.



هذا وصلُّوا وسلِّموا على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، نبيِّكم محمد رسول الله؛ فقد أمرَكم بذلك ربُّكم في محكم تنزيله، فقال سبحانه وهو الصادق في قيله، قولًا كريمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على عبدِكَ ورسولِكَ، نبيِّنا محمد، الحبيب المصطفى، والنبي المجتبى، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارضَ اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدينَ؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية الصحابة أجمعين، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بعفوكَ وجودكَ وإحسانكَ، يا أكرم الأكرمين.



اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأَذِلَّ الشركَ والمشركينَ، واحمِ حوزةَ الدينِ، واخذل الطغاة والملاحدة وسائرَ أعداء الملة والدين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِحْ أئمتَنا وولاةَ أمورنا، واجعَلِ اللهمَّ ولايتَنا فيمن خافَكَ واتقاكَ واتبعَ رضاكَ، يا رب العالمين.



اللهم وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرنا بتوفيقِكَ، وأعِزَّه بطاعتكَ، وأعلِ به كلمتَكَ، واجعله نصرةً للإسلام والمسلمين، اللهُمَّ وفِّقْه ووليَّ عهده وإخوانه وأعوانه لما تحبه وترضاه، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهُمَّ وفق ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وبسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم-، واجعلهم رحمة لعبادك المؤمنين، واجمع كلمتهم على الحق والهدى يا رب العالمين، اللهُمَّ وأبرم لأمة الإسلام، يعز فيه أهل الطاعة، ويهدى فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، إنك على كل شيء قدير.



اللهُمَّ من أرادنا وأراد ديننا وكتابنا ونبينا ومقدساتنا وأمننا واجتماع كلمتنا بسوء، اللهم فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل دائرة السوء عليه، واجعل تدبيره تدميرا عليه يا رب العالمين، اللهم إنا ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم، اللهُمَّ اكفناهم بما شئت يا قوي يا عزيز.



سبحانك ربنا عز جارك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، وتبارك اسمك، وتعالى- جدك، ولا إله غيرك، نسألك الله بمنك وكرمك وجودك أن تحفظ إخواننا في فلسطين، اللهم احفظهم بحفظك، واكلأهم بعنايتك، وأحطهم برعايتك، اللهُمَّ اجبر كسرهم، وأقل عثرتهم، وفك أسرهم، اللهُمَّ اشف مرضاهم، وارحم موتاهم، واقبلهم شهداء عندك، اللهُمَّ انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهُمَّ إن أعداءهم قد طغوا وبغوا، وظلموا، وأفسدوا اللهُمَّ اجعل كيدهم في نحورهم، واجعل تدبيرهم تدميرا عليهم يا قوي يا عزيز، اللهُمَّ حرر المسجد الأقصى من المحتلين الغاصبين، اللهُمَّ أعل شأنه وارفع مكانه، ورسخ بنيانه، وثبت أركانه، يا سميع الدعاء.



اللهُمَّ انصر جنودنا، المرابطين على حدودنا، اللهم سدد رأيهم، وصوب رأيهم، واشدد أزرهم، وقو عزائمهم، وثبت أقدامهم، واربط على قلوبهم، وانصرهم على من بغى عليهم، اللهُمَّ أيدهم بتأييدك، وانصرهم بنصرك، اللهُمَّ احفظهم من بين أيديهم، ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم، ونعوذ بك اللهم أن يغتالوا من تحتهم، اللهم ارحم شهداءهم، واشف جرحاهم، واحفظهم في أهلهم وذرياتهم، إنك سميع الدعاء.



اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أغثنا، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفَّارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك، وبلاغًا إلى حين، اللهم غيثًا مغيثًا غدقًا سحًّا، مجلِّلًا، تغني به البلاد، وتسقي به العباد، وتجعله بلاغًا للحاضر والباد.



اللهم إنا خلق من خلقك، ليس بنا غنى عن سقياك، اللهم فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك، على الله توكلنا؛ (رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[يُونُسَ: 85]، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].


حياتي شموخ غير متواجد حالياً    رد مع اقتباس