منتدى التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية

منتدى التعليم توزيع وتحضير المواد الدراسية (https://www.education-ksa.com/index.php)
-   منتدى الجودة الشاملة (https://www.education-ksa.com/forumdisplay.php?f=57)
-   -   بحث عن مواقع التواصل الاجدتماعي وأثرها على العملية التعليمية (https://www.education-ksa.com/showthread.php?t=136327)

محمد عطا موسى 2023-01-16 09:50 PM

بحث عن مواقع التواصل الاجدتماعي وأثرها على العملية التعليمية
 
دور مواقع التواصل الاجتماعي في العملية التعليمية عن بعد

إعداد : الأستاذ محمد عطا موسى

ملخص الدراسة:
لقد أثار التصور الجديد في ميدان التعليم، خصوصاً مع الاقبال المتزايد لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وفي مقدمتها موقعي الفايسبوك (Facebook) واليوتيوب (Youtube) ، من قبل أطراف العملية التعليمية التعلُيمة العديد من التساؤلات، حول مدى نجاعة هذه التقنية، وما يمكن أن تقدمه هذه المواقع لتحسين التعليم عن بعد، وهي الرؤية التي نريد توضيح معالمها في هذه المداخلة، كتمهيد نحو مستقبل واعد في التعليم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وبناءاً على ذلك جاء سؤال الإشكالية على النحو التالي:
إلى أيّ مدى يُمكن لتطبيقات مواقع التّواصل الاجتماعي على الانترنت أن يُساهم في دعم التعليم عن بعد؟؟
وبهدف التعمق في جوانب الإشكالية طرحنا جملة من الأسئلة الفرعية التالية:
• ما مدى إقبال أطراف العمليّة التّعليمية على مواقع التّواصُل الاجتماعي؟
• ما هي عادات وأنماط توظيف كُلّ من المُعلّم، والمُتعلّم لمواقع التّواصل الاجتماعي في التعليم عن بعد؟
• ما هي أغراض استخدام كُلّ من المُعلم، والمُتعلّم لمواقع التّواصُل الاجتماعي في التعليم عن بعد؟
• ما مدى استفادة أطراف العملية التعليمية لتطبيقات الشّبكات الاجتماعية في تحقيق الأهداف التّعليمية التعلُّمية عن بعد؟
• هل بإمكان مواقع التواصل الاجتماعي تذليل عيوب ومعوقات التعليم عن بعد بالطرق التقليدية.؟
• ما هي الرّهانات التي تُواجه كُلّ من المُعلّم والمُتعلّم في استغلال الإمكانيات التّعليمية والتعلُّمية للشّبكات الاجتماعية في التعليم عن بعد؟

وللإجابة على هذه الأسئلة اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي، وباستخدام أداة الاستمارة قصد جمع المعلومات من أفراد عينة مجتمع البحث والبالغ عددهم ( ) طالب و( ) أستاذ تم اختيارهم بشكل قصدي.
وبناءاً على ذالك توصلت الدراسة إلى حقيقة مفادها أنًّ مواقع التواصل الإجتماعي خاصة الفايسبوك (Facebook) واليوتيوب (Youtube)، تلعب دوراً فعَّالاً في عملية التعليم عن بعد، وتساهم بشكل كبير في تذليل عيوب التعليم التقليدي، كما أوصت الدراسة بضرورة القيام بتجارب للتعليم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتعميمها على مستوى الجامعات.

مقــدمــــــــــة:
لقد أحدثت الثورة التكنولوجية تأثيرات بالغة، على كافة الميادين، حيث أصبح الحديث عن أي تقدم أو تطور في ميدان ما لا يخلو من التطرق إلى دور تكنولوجيا المعلومات(الأنترنت) عامة و مواقع التواصل الاجتماعي خاصة، هذه الأخيرة التي تعتبر ردهة يتجول فيها المستخدم لإشباع مختلف حاجاته ورغباته، لما تتسم به من خصائص جمة والتي من أهمها التفاعلية، المرونة، التشاركية والشمولية، التي تعتبر دليلا على الاستخدام الواسع للشبكات الاجتماعية في كل ميادين الحياة.
ويمثل قطاع التعليم من بين هذه المجالات التي عرفت قدراً وافراً من التغير والتأثُر بهذه التطورات، والتعليم عن بعد ليس ببعيد عن هذه التأثيرات خصوصاً بعد الاستخدام المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي، باعتباره إحدى أهم السبل والطرق التي تمثل فرصة على الجامعات استغلالها لما توفره من بيئة افتراضية مرنة يتواصل من خلالها أطراف العملية التعليمية، مع تقديم نماذج تعليمية قائمة على إستراتيجيات تسمح لهم بالحصول على المعلومات والمعارف و تبادل الأفكار، ناهيك عن إعداد جيل من المعلمين والمتعلمين يمتلكون مهارات التعامل مع التكنولوجيات والمساعدة على نشرها في المجتمع وتوفير بيئة تعليمية غنية وفتح مجال ديمقراطية التعليم التي يقوم عليها التعليم عن بعد، بما فيها التعلُم الذاتي مع مراعاة الفروق الفردية، تحقيقاً للتعلُم مدى الحياة.
أنّ الشبكات الاجتماعية ستكون جزءاً من الروتين الدراسي، كما هي جزءٌ من حياة الناس)،ورغم أهميتها في التعليم إلاّ أنها غير واضحة المعالم في الوقت الراهن، خصوصاً في الدول النامية ، وهي الرؤية التي نريد بلورتها وتفسير معالمها من أجل البحث على أنسب الحلول التي تؤدي إلى توضيح السياسة التعليمية في العالم العربي ومحاولة منّا لإيجاد استراتجيات جديدة تتواءم والعصر الرقمي، كتمهيد نحو مستقبل واعد في التعليم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
• إشكالية الدراسة:
لقد عرفت الساحة العلمية تطوُّرات مُتراكمة ومُتتابعة في مجال الاتّصال والمعلومات ذات طّفرة تّكنولوجية عجيبة، غيّرت من المفاهيم وأضافت بعض المُصطلحات وتغلغلت في جميع المجالات. والانترنت هي أحد ثمار هذه التطوُّرات التّكنولوجية التي اخترقت حياتنا اليومية، وأصبحت من الوسائل التي لا يُمكن الاستغناء عنها، فهي بالنّسبة للطّفل ملعبه المُفضّل، والمُتعلّم يرى فيها المُعلّم الخاص، والباحث يراها مكتبته، والعالِم يجد فيها المصدر والمرجع العلمي، وتراها المؤسسات العلمية والبحثية أياً كان موقعها وهدفها ضرورة وجود. ولعلّ الإحصائيات الحديثة وحدها تُشير إلى أهميّة الانترنت في حياة الفرد،
كُلّ هذا يعود إلى ما تُقدّمه الانترنت من خدمات وتطبيقات، والتي منها الويب
و تُعتبر شبكات التّواصل الاجتماعي من أهمّ تطبيقات الويب لما تُقدّمه من تدعيم في التّواصل الاجتماعي والتّفاعُل، التّعارف، الصّداقة، المُراسلة، والمُحادثة بين الأفراد، أضٍّف إلى ذلك إمكانية تعليق المُستخدم على المادّة المكتوبة والمرئية، وإضافة المُحتوى والتّعديل والتّغيير فيه. من هُنا تتّضح أهمية هذه التّقنية، حيث سمحت بتكوين الجماعات، وتخطّي الحواجز والحُدود، وساعدت على اكتساب الخبرات، وتنمية المسؤولية في الذّات.
هذه المُميّزات دفعت الفرد إلى التوجُّه إليها، حيث شهدت هذه المواقع زيادة في عدد مُستخدميها
وعلى أساس ما تقدّم، توسّعت هذه الشّبكات لتدخُل كافّة ميادين الحياة سواء اقتصادية، اجتماعية، سياسية، ثقافية، إعلامية بما فيها المجال التّعليمي عامة ومجال التعليم عن بعد على وجه الخصوص. هذا الأخير الذي يُعتبر ميداناً خصباً ومُركّباً يحتاج إلى مهارات وقُدُرات خاصّة تتلاءم والمُستحدثات الحديدة، بحيث كشفت دراسة مسحية أجرتها مؤسّسة البُحوث الوطنية في الولايات المُتّحدة الأمريكية أنّ العديد من المُواطنين الأمريكيين يجدون بأنّ وسائل التّربية والتّعليم الحديثة التي تُنادي بها بعض المواقع منها: اليوتيوب، الفايسبوك، وغيرها لها أثر إيجابي على حياة الفرد، بحيث تُعتبر مرجع أساسي تُسهّل التّفاعل مع نمط الحياة الجديدة، ووسيلة للإطّلاع المجّاني، وهذا ما جعل المستخدمين يستغنون عن شراء الكُتب والطُّرق التّقليدية في التّعليم.
من زاوية أُخرى، يرى وليام جلاسر أنّ الإنسان يتعلّم 10% ممّا يقرأه، و20% ممّا يسمعه، و30% ممّا يراه، و50% ممّا يراه ويسمعه، و70% ممّا يُناقشه مع الآخرين، و80% ممّا يُجرّبه، و95% ممّا يُعلّمه لشخص آخر. فماذا لو توفّرت مساحات ترى وتسمع فيها، وتكون أنت محض التّجربة، وتقوم بدور المُعلّم في نفس الوقت الذي تتعلّم فيه، هذا ما يجعل الشّبكات الاجتماعية الوسيلة الأمثل التي تجمع بين مُختلف هذه السّمات، ما يجعلنا اليوم بحاجة ماسّة إلى مُراجعة الأنظمة التّعليمية لمُواكبة مثل هذه التّطورات وتحسين الأداء انطلاقاً من الطّرف الأوّل في التّعليم الذي هو المُعلّم.
وبالتّالي، لو استغلّ هذا المُعلّم الجوّ الاجتماعي لهذه المواقع لجذب الطّالب إلى الفضاء التّعليمي عن بعد (عبر الشّبكة)، سيكون ذلك أفضل من انغماسه في الجوانب السّلبية فيها، مثلاً كإنشاء غُرف للدّردشة، المُنتديات، والمُساعدة في الواجبات التّعليمية المنزلية خارج الصّف الدّراسي، وهو ما يؤكّده الدُّكتور إبراهيم عامر القندلجي بأنّ الشّبكات الاجتماعية تُستخدم في تنشيط العلاقات التّعليمية بين المُعلّمين المتعلمين عن بعد.
بذلك أصبح التّعليم عن بعد ليس مُجرّد عمليّة نقل المعلومات من المُعلّم إلى المُتعلّم بطرق المراسلة التقليدية، بل أيضاً كيفية تلقّي المتعلم لهذه المعلومة، فالشّبكات الاجتماعية تُمكّنه من البحث عن بدائل أفضل تُتيح له فُرصاً أكثر للتّعليُّم، وهو ما فعَّلَ من التعليم عن بعد ليُصبح الطّالب مُتعلّماً بدلاً من مُتلقّي، والمُعلّم مُوجّهاً بدلاً من مُلقّن.
وعليه فالواقع التّعليمي تبنّى وجهة النّظر القائلة: بأنّ التعلُّم لم يأتي من تصميم المُحتوى التّعليمي فقط، ولكن في كيفية استعمال هذا المُحتوى والشّكل والوضعية التّعليمية للمُتعلّم والمُعلّم على حدّ سواء.
ومن أجل الوقوف على أهمّية مواقع التّواصُل الاجتماعي في التّعليم والتعلُّم، وما يُمكن لها أن تٌقدّمه من خدمات لأطراف العمليّة التعليمية، و لضمان نتائج أفضل لدى الطّلبة تصبو هذه الدّراسة إلى معرفة:
إلى أيّ مدى يُمكن لتطبيقات مواقع التّواصل الاجتماعي على الانترنت أن يُساهم في دعم التعليم عن بعد لدى طلبة التعليم الثانوي؟؟
• تساؤلات الدراسة:
• ما مدى إقبال أطراف العمليّة التّعليمية على مواقع التّواصُل الاجتماعي؟
• ما هي عادات وأنماط توظيف كُلّ من المُعلّم، والمُتعلّم لمواقع التّواصل الاجتماعي في التعليم عن بعد؟
• ما هي أغراض استخدام كُلّ من المُعلم، والمُتعلّم لمواقع التّواصُل الاجتماعي في التعليم عن بعد؟
• ما مدى استفادة أطراف العملية التعليمية لتطبيقات الشّبكات الاجتماعية في تحقيق الأهداف التّعليمية التعلُّمية عن بعد؟
• هل بإمكان مواقع التواصل الاجتماعي تذليل عيوب ومعوقات التعليم عن بعد بالطرق التقليدية.؟
• ما هي الرّهانات التي تُواجه كُلّ من المُعلّم والمُتعلّم في استغلال الإمكانيات التّعليمية والتعلُّمية للشّبكات الاجتماعية في التعليم عن بعد؟
فرضيات الدراسة:
• يُساهم استخدام شبكات التواصُل الاجتماعي من طرف المُعلّم والمُتعلّم في دعم العمليّة التّعليمية عن بعد.
• كُلّما زاد استخدام أطراف العملية التعليمية لمواقع التّواصُل الاجتماعي في التّعليم عن بعد زاد ذلك في نجاح العمليّة التّعليمية.
• الخدمات التّعليمية لمواقع التّواصُل الاجتماعي تدفع كُلّ من أطراف العملية التعليمية إلى الولوج إليها طلباً لإشباع رغباتهم التّعليمية التعلُّمية.
• استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم عن بعد يساهم بشكل كبير في تذليل عيوب التعليم بالطرق التقليدية.
• أهمية الدراسة:
تعتبر التكنولوجيا الرقمية عامة والتطبيقات الاجتماعية على الشبكة خاصة من المستحدثات الجديدة في المجتمع البشري التي غيّرت من أنماط اتصاله وتواصُله، وباعتبار التعليم عن بعد أحد مُكوّنات هذا المجتمع، وأحد عناصره الأساسية في عملية الترقية والتطوير، توجب على المنظومة التعليمية معرفة كيفية الاستفادة وحُسن الاستغلال لتكنولوجيا المعلومات من أجل رفع المستوى المعرفي، وبالتّالي تحقيق التّنمية.
يعتبر التعليم عن بعد فرصة للذين فاتهم قطار التعليم النظامي، لكونه يفتح العديد من السبل لطالب العلم بهدف تطوير الجانب المعرفي، ولكون التكنولوجية الرقمية منفذاً مهماً للمعلومة أصبحت ضرورة ملحّة لابد من توظيفها قصد تطوير هذا قطاع التعليم.
• أهداف الدراسة:
• التّعرُّف على أغراض ومجالات توظيف أطراف العملية التّعليمية لمواقع التّواصل الاجتماعي في التعليم عن بعد.
• الكشف عن مدى مساهمة مواقع التّواصُل الاجتماعي في تحقيق أهداف التّعليم عن بعد.
• تسليط الضّوء على إيجابيات التّعليم عبر مواقع التّواصُل الاجتماعي وما يُمكن لها أن تُقدّمه للتّقليل من عُيوب التّعليم عن بعد بالطرق التقليدية.
• تفسير فعالية الظّاهرة الاتّصالية التّواصُلية للشّبكات الاجتماعية في التّعليم عن بعد.
• الكشف عن التّحدّيات والمعوقات التي يواجهها المتعلم في استخدامه لمواقع التّواصُل الاجتماعي في التّعليم، خاصّة اليوتيوب والفايسبوك.
• منهج الدراسة:
ونظراً لطبيعة موضوع الدّراسة الحالية اعتمدنا على المنهج الوصفي التّحليلي بهدف شرح مواصفات التكنولوجية الرقمية كيف أثّرت على عملية التعليم عن بعد ، وجمع البيانات المُتعلّقة بالظّاهرة في شقّيها النّظري والعملي من خلال طرح جُملة من الأسئلة الأوّلية، وتحليلها وتفسيرها بهدف التنبُّأ بها.

• المحور الأول: التعليم عن بعد في ظل تحولات العصر.
• التعليم عن بعد…نظرة في المفهوم:
أ.مفهوم التعليم عن بعد:
إذا أردنا طرح مفهوم التعليم عن بعد من وجهة نظر الباحثين، فإننا نجد عدم وضوح الرؤية حول هذا المصطلح وخلطه مع التعليم بالمراسلة والتعليم الالكتروني ، ومن هذه التعاريف نذكر:
يرى العالم زيجريل ( Zigerell ) ، أن التعليم عن بعد هو إحدى صيغ التعليم التي تتصف بفصل طبيعي بين المدرس والطالب، باستثناء بعض اللقاءات التي يعقدها المدرس مع الطالب وجهاً لوجه لمناقشة بعض المشروعات البحثية، ويوضح زيجريل، أن التعليم عن بعد يختلف عن التعليم بالمراسلة من حيث إنه يستلزم بعض الفرص لتفاعل الطالب مع المعلم كما يتضح من خلال هذا التعريف غياب أي وسيط الكتروني بين طرفي العملية التعليمية.
أما التعليم عن بعد في ظل التكنولوجيا فيمكن وصفه بأنه ذلك التعليم القائم على مبدأ الاتصال عبر التطبيقات الرقمية الشبكية (الأنترنت). ومن خلال هذا التعريف يمكن فهم أسباب دمج المفاهيم في مصطلح واحد، والسبب الأول والأخير هو استخدام الأنترنت في التعليم الالكتروني عامة والتعليم عن بعد على وجه الخصوص.
والجدير بالذكر أنه مع تصاعد التطور التقني، تتغير أشكال التعليم بوجه عام، وتتطور، وطبقاً لذلك فقد مهّد كل طور من التطور في هذه التقنيات ظهور طرق ووسائل مناسبة تسهل عملية التعليم عن بعد.
فتطور شبكات البريد أنتج التعليم بالمراسلة عبر المواد المطبوعة والمكتوبة، وقد أدي بدء البث الإذاعي إلى استخدام الراديو في التعليم، وبتقدم الصناعات الكهربائية والإلكترونية ازداد دور الصوتيات بشكل عام في التعليم من خلال أجهزة التسجيل, ثم ظهر التلفزيون، وتلاه الفيديو. وازدادت أهمية أشكال البث التعليمي المسموعة والمرئية، كما أنّ شيوع استعمال الأقمار الصناعية، وبانتشار الحواسيب الشخصية وشبكات الحواسيب، خاصة تلك القائمة على التفاعل، ، أصبحت من أهم وسائل التعليم عن بعد، وأكثرها فعالية.
ب. خصائص التعليم عن بعد:
_ذاتية التعليم ،فالمتعلم يحصل على ما يريد من معلومات، ويتعلم بالطريقة التي تناسبه.
_حرية الاختيار خاصة أمام البدائل المتنوعة التي يتيحها التعليم عن بعد بحيث يكون للمعلم والمتعلم على حد السواء الحرية لإتمام العملية التعليمية وتحقيق هدفها النهائي.
_تنوع الأساليب، فالتكنولوجيا الحديثة في تصميم الشبكات والمواقع والجامعات الافتراضية تتيح للمعّلم أن يستخدم العديد من أساليب العرض.
ج. أهداف التعليم عن بعد بالتوازي مع العصر الرقمي:
• تكريس مبدأ التعليم للجميع ومدى الحياة
• رفع المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي لدى أفراد المجتمع خاصة العربي منه، خصوصا مع إشكالية الفجوة المعرفية وتحديات مجتمع المعلومات.
• تكوين كفاءات علمية مؤهلة لتطوير القطاع الرقمي في التعليم
• توفير مصادر تعليمية متعددة ومتنوعة مما يساعد على تقليل الفروق الفردية بين المتعلمين.
• خلق فرص عمل لمن فاته التعليم المنتظم.
• رقمنة التعليم عن بعد :
أ. تقنيات التعليم عن بعد
المعروف أن لظهور التقنية في التعليم ارتباط وثيق بالتطور التكنولوجي في مجال الإعلام والاتصال هذا التطور الذي أحدث نقلة نوعية في كل الميادين، غيرت من ديناميكية عملها بشكل أفضل، والدليل على ذلك توسع دائرة استخدام التكنولوجيا في كل نواحي الحياة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الصحية، العسكرية… بما فيها الجانب التعليمي، ولكن الغريب أنّا استخدام هذه التقنيات والاستفادة منها لازالت محدودة على مستوى الدول النامية بشكل عام، والعالم العربي على وجه الخصوص، في نمط التعليم التقليدي تدعيماً له بهدف تكوين كفاءات علمية مؤهلة لتطوير قطاع التعليم وتنشأة جيل متعلم من كلا الناحيتين النظري والتطبيقي، يساهم بشكل أو بأخر في تحقيق التنمية.
وفي حقيقة الأمر أنّ فعالية الجانب العملي للتعليم في عصر المعلومات لن يتحقق ما لم يكون هناك اندماج فِّعلي للتقنيات الرقمية من حواسيب ووسائط متعددة وشبكات اتصال على رأسها الأنترنت هذه الأخيرة التي تعتبر من أهم أنواع التقنيات التعليمية نظرا لاحتوائها على كل الأنواع التقنية السابقة، الأمر الذي يجعل من هذه التقنية ضرورة ملحة في ميدان التعليم عامة والتعليم عن بعد خاصة، ويمكننا تقديم موجز عن تقنيات التعليم عن بعد بالتركيز على تطبيقات الأنترنت وذلك على النحو التالي:
المطبوعات بجميع أنواعها Print
الصوتيات بأجهها المختلفةAudio
المرئيات بأنواعها المختلفة Video
الحواسيب وبرمجياتها Computer Data
الشبكة العالمية الأنترنت Internet: والتي “تُمثّل ركيزة نشاط الإنسان الاقتصادي والاجتماعي والثّقافي والسّياسي”.([9]) لما أفرزته من تدفُّق هائل للمعلومات بمُختلف أشكالها وباختلاف أحجامها، وبما أنّ المعلومات هي قاعدة استخدام الانترنت، يظهر مجال مُهمّ وهو التَعليم عن بعد، ومن هذا المُنطلق، فإنّ الانترنت خُصوصاً تُمثّل بديلاً لمُواجهة تطوُّرات العصر، ممّا يجعلُها ضرورة حتمية في العملية التّعليمية خاصّة في الدُّول العربية بهدف تضييق الفجوة المعرفية مع الدُّول الغربية.
ب. العملية التعليمية…وجهات نظر:
• النّظرة التّقليدية للعمليّة التّعليمية:
يُعرّف التّعليم عند عامّة النّاس، على أنّه عمليّة نقل المعلومات من جيل إلى جيل، أو نقل المعارف من الكبار إلى الصّغار أو من المُعلّمين إلى المُتعلّمين. والمُعلّم هو من يقوم بهذه العملية نيابة عن المُجتمع، فهو مُطالب بتلقين ونقل المعلومات التي بحوزته للمُتعلّمين والحرص على مُتابعة استرجاعها وحفظها
• النّظرة الحديثة للعمليّة التّعليمية:
لقد تطوّر مفهوم العملية التّعليمية بفعل التقدُّم العلمي والتّكنولوجي المٌتسارع، فأصبحت تُعرف بأنّها خبرة تنشأ عن خبرة، وتؤدّي إلى زيادة خبرة. أصبحت أهدافاً شاملة ومُتنوّعة، وتهتمُّ بجميع الخبرات المعرفية والمهاراتية والوجدانية
وفي هذا التّعريف، نُلاحظ أنّ المفهوم التّقليدي تغيّر من منظوره الضيّق الذي يركز على التلقين، إلى مجال أوسع ليشمل المعرفة والمهارة والحس، وأنّ التّعليم يخدُم أهدافاً عامّة، بحيث تُعتبر العملية التّعليمية مجموعة من التّجارُب التي تُكسب الفرد خبرة، وتتناقل وتتطوّر لتُحقّق أهدافاً شاملة. وعبارة أخرى هي الاعتماد على الطرق التنشيطية المتمثلة في البحث والابتكارات الشخصية وفتح مجال الملاحظة والتفكير والتجريب على الموضوعات التي يدرسها المتعلم.
ج. دور أطراف العملية التّعليمية في عصر التكنولوجيا:
لكي نبني نظاماً تعليمياً يقوم على التّكنولوجيا الحديثة، فإنّ ذلك يتطلّب إعادة تصميم المواد والمُقرّرات التّعليمية، بالإضافة إلى تعديل طريقة تقديمها، بما يتناسب مع الأُسلوب الجديد. الشّيء الذي يتطلّب تعديل دور الأُستاذ من ناقل للمعرفة إلى مُصمّم للمواد التّعليمية ومُوجّه ومرشد، تقنياً، مُصمّماً، ومُديراً. ويرى أحمد منصور في هذا الصّدد “أنّ الدّور المُتوقّع للمُعلّم في ظلّ التطوُّر التّكنولوجي هو تعليم الطّلبة كيفية مُعالجة المعلومات التي يحصُلون عليها واختيارها، واستخدامها، وكيفية التّعامُل مع الوسائط المُتعدّدة بطريقة مُفيدة إلى جانب ضرورة إتقان مهارات التّواصُل والتّعليم الذّاتي، وامتلاك ثقافة تقنية، واكتساب مهارات تطبيقها في العمل والإنتاج، والقُدرة على عرض المادّة العلمية بشكل مُميّز، وغيرها من الأدوار التي تضمن تحسين نوعية المُخرجات.(
ومن جهة أخرى فإنّ دور المُتعلّم الذي كان مُجرّد مُتلقّي للمعلومة، أصبح أكثر نشاطاً، وحيوية ومُشاركة في إعداد المُحتوى التّعليمي، وذات موقف فعّال في العمليّة التّعليمية، بل ومُتقن لها والأهمّ من ذلك أنّه قد أزال كافّة العوائق النّفسية التي تُعقيه في التّعليم التّقليدي.
إنَّ الأدوار سالفة الذكر تعكس العالم الذي نعيش فيه اليوم في ظل تكنولوجيا الاتصال والمعلومات، أين أصبح “التعليم الشامل والعرض المناسب للدرس لا يكفيان لضمان الفعالية والنجاح، والمقصود هنا أنّ العلاقة بين دور الأساتذة، والطلبة ونوعية البنيات التحتية المتوافرة يجب أن تكون مترابطة من ناحية العمل ومتواصلة من ناحية المردود العلمي والمعرفي تماما كشبكة الانترنت.
• المحور الثاني: مواقع التّواصُل الاجتماعي… الحاضر الأقوى في خدمة التّعليم
• مدخل مفاهيمي لمواقع التواصل لاجتماعي:
أ‌. تعارف الباحثين الأجنبيين:
أنّ مواقع التّواصل الاجتماعي هي قاعدة معلوماتية ووسيلة إعلامية.
وهي مُشاركة اتّصالية عبر الانترنت، حيث يتمُّ تداوُل الصُّور، الفيديوهات، الأخبار المقالات، والمُدوّنات الصّوتية للجُمهور، عبر مواقع”.
إنّ هذا التّعريف يقودُنا إلى فهم أوسع لمواقع التّواصل الاجتماعي، لأنّه ركّز على كيفية الاتّصال وأنواع تبادُل المعلومات، وهو الشّيء الذي يجعل هذا التّعريف واضحاً نوعاً ما عمّا سبقتْه من تعاريف.
ب‌. تعريف الباحثين العرب:
تعريف حسين شفيق:”هي مواقع على الانترنت يتواصل من خلالها ملايين البشر الذين تجمعُهُم اهتمامات أو تخصصات مُعيّنة، ويُتاح لأعضاء هذه الشّبكة مُشاركة الملفّات، الصّور وتبادُل مقاطع الفيديو، وإنشاء المُدوّنات، وإرسال الرّسائل، وإجراء المُحادثات الفورية. وسبب وصف هذه الشّبكات بالاجتماعية أنّها تُتيح التّواصل مع الأصدقاء وزُملاء الدّراسة، وتُقوّي الروابط بين أعضاء هذه الشّبكات في فضاء الانترنت
هذا التّعريف جدّ دقيق، حدّد أولاً مصدر هذه المواقع (الانترنت)، وكذا السّمة الاتّصالية والخدمات المُتعدّدة لمواقع التّواصل الاجتماعي، والأهمّ أنّها مُتاحة لجميع البشر.
عُموماً، فإنّ أغلب التّعاريف ركّزت على مجموعة من النّقاط وهي: الاتصال والتّفاعُل، مُجتمعات افتراضية، تبادُل المعلومات، وعليه يمكن تقديم تعريف إجرائياً لمواقع التّواصل الاجتماعي على أنّها: “مجموعة من التّطبيقات، تحتوي على حقبة من الصّفحات عبر الويب بحيث تسمحُ للمُستخدم بإنشاء حساب خاص به، ويكون جُزءاً من هذا التّطبيق، وفق معايير مُعيّنة ونظام يُحدّده هو(المستخدم).
ج. الخصائص التّعليمية لمواقع التواصل الاجتماعي:
• تجمع بين الفردية والاجتماعية في التعلُّم، بحيث تُشكّل بيئة تعلُّم تعاوني وتكامُلي.
• تحويل العمليّة التّعليمية من التّعليم إلى التعلُّم.
• تمتاز الشّبكات الاجتماعية بالمُعالجة الذّاتية، و هو يُعتبر من أهمّ مناهج التعلُّم الذّاتي الذي يعتمد على: البناء، الحوار، الإنتاج، التّعاون.
• مُتابعة الإعلانات الجديدة و إدارة المشاريع المُتعلّقة بالعملية التّعليمية.
• التّحفيز على الإبداع، إذ يُمكن لمجموعة من الطّلبة أن يُؤلّف أداة أو أكثر للتّعليم.
• تبادُل المعلومات و المُناقشة و التّعليق، ممّا يُساعد على تنشيط مهارات الطُلاب عن طريق التعلُّم بالأنشطة.
• التّعامُل مع المعلومات على أنّها حقّ عام.
• التعليم قائم على المشاركة والتفاعل، والمتعلمون مساهمون في بناء المعرفة
• اشتراك المُتعلّم في بناء المُحتوى التّعليمي.
إنّ الخصائص التّعليمية لمواقع التّواصُل الاجتماعية في التّعليم، و المتمثلة في المشاركة و المحادثة و الانفتاح و التّرابُط بين المعلّم و المتعلّم من شأنها أن تخلق بيئة اجتماعية تعليمية تحفيزية من أجل التعلُّم و الاستكشاف.
• تقنيات مواقع التّواصُل الاجتماعية في التّعليم عن بعد:
• استخدام المجموعات المُغلقة:”Close Groupe” التي يوفّرها موقع الفايسبوك« Facebook » كأحد أهمّ الوسائل النّاجحة في تعزيز التّعليم، حيث يُمكن للمُعلّم أن يُنشئ مجموعة على الفايسبوك « Facebook » خاصّة فقط بطُلاّب الفصل أو المادّة التي يدرُسها، و يدعو زُملاء الدّراسة للانضمام إليها، فيُتيح عبرها الحوار و النّقاش حول مواضيع لها علاقة بالمادّة الدّراسية.
• الصّوت و الصّورة: هي أهمّ عُنصر من عناصر التعلُّم في عصرنا هذا، و لا يُمكن لأيّ مُحتوى علمي أن ينجح لتوضيح المعنى أكثر دون استخدامها، فيُمكن للأُستاذ أن يستغلّ ذلك بطالب من الطّلبة بإعداد مقاطع فيديو أو رُسوم توضيحية أ وعُروض تقديمية لها علاقة بموضوع الدّرس، كما يُمكن إعداد دُروس للطّلبة و عرضها على موقع اليوتيوب «Youtube» للمُشاركة بين الزُّملاء أو حتّى العالم كُله
• استخدام تويتر« Twitter »: يُعتبر التّويتر المكان الأفضل للحُصول على المعرفة، فبمُجرّد تواجُد المعلّم على الموقع، و مُتابعة الطُلاّب لما سيُقدّمه، سيُمكّنهم ذلك من الحُصول على معارف من مُدرّسهم خارج أوقات الدّراسة. كما يمكن للمدرس أن يستخدمه لوضع الإعلانات لطلابه المتابعين لحسابه و غيرها من التّطبيقات التي تدعمُ التّعليم عن بعد.
• تأسيس مُدوّنة « Blog »: خاصّة بالمتعلم، بحيث تسمحُ بالتّدوين بشكل مُستمر، و هو ما يُعزّز شخصيته، ويُنمّي مهارات الكتابة و الإبداع لديه، و يُساعده في تحديد توجُّهه المهني في وقت مُبكّر، فالتّعليقات المُتبادلة بين الطّلبة عبر المُدوّنات تُحفّز على الحوار والتّبادُل المعرفي بينهم، وهُو ما يُساهم في نشر الأبحاث والواجبات.(
• استخدام لينكد إن في التّعليم Linked-in : يسمح بتسجيل البيانات الشّخصية، و المهنية، كالدّراسة الأبحاث العلمية، السّنوات العملية، و الشّهادات. فهو يُقدّم نموذجاً احترافياً للأُستاذ و الطّالب كما أنّه يُعتبر مكاناً لعرض الوظائف أو البحث عنها
• مواقع التواصل الاجتماعي التّعليمية عن بعد”مزايا و عُيوب”:
• تنشيط المهارات لدى المُتعلّمين و توفير فُرص و التّحفيز للتّفكير و الإبداع.
• تُعظّم الدّور الإيجابي للمُتعلّم في الحوار، و تجعلُه مُشاركاً فعّالاً مع الآخرين.
• تُعزّز الأساليب التربوية في بيئة تعاونية، كما تُتيح تبادُل الكُتب المعلومات المُتنوّعة.
• تُساعد المُتعلّم على المُذاكرة البنّاءة من خلال تقديم تدريبات مُتنوّعة و مُتكاملة.
• الاستفادة من استطلاعات الرأي و مُتابعة المُستجدّات في الميادين المُختلفة.
• مُشاركة التحدّي، حيث يُمكن للمُعلّم إشراك الطّلبة في تنفيذ مشاريع تتعلّق بالتّرويج لمُؤسّساتهم التّعليمية، بهدف قياس مواهبهم و إثراء قُدُراتهم
وبالرّغم من استخدام الشّبكات الاجتماعية كوسيلة تعليمية مُساندة للتّعليم، إلاّ أنّه قد يعتريها تأثيرات سلبية تُشكّل عائقا للمُمارسة التّعليمية التّعلُّمية لدى الطّالب، و نذكُر منها ما يلي:
إضاعة الوقت: فمواقع التّواصُل الاجتماعي مع خدماتها التّرفيهية الجذّابة قد تُنسي الوقت للطّالب في واجباته المدرسية، و هو ما أثبتته العديد من الدّراسات، منها دراسة “المواقع الاجتماعية و تأثيراتها على المُجتمع السُّعودي.
الإدمان على مواقع التّواصُل الاجتماعي: إنَّ الاستخدام المفرط لهذه المواقع يُؤدّي إلى إدمان الطّلبة عليها من ناحية الاستخدام السّلبي، و استهلاك الأفكار الهدّامة، و المخالفة للقيم و
قلّة استخدام مواقع التّواصُل الاجتماعي لغير التّرفيه من قبل مُجتمعاتنا العربية، و هو ما يُؤكّده يوسف المقدادي: “فللأسف إنّ استخدام التّواصُل الاجتماعي لغير أغراض التّرفيه كالتّعليم و البحث عن عمل و التّجارة الإلكترونية، في الوطن العربي، أقلُّ من المُجتمعات الغربية…، و السّبب أنّ المفهوم العام لدى المُشتركين العرب في هذه المواقع هو أنّها للتّواصُل مع الأهل و الأقارب أو للتّرفيه ناسين في ذلك الفوائد الجمّة التي لا تُحصى في التّواصُل على كافة الأصعدة و الميادين على رأسها التّعليم.
عرض المواد الإباحية: فهُناك من المواقع أو الرّوابط التي تدعو إلى الرّذيلة و نبذ الأخلاق و القيم و الدّين و التي تستهوي المُستخدم و تدخله في متاهات تتنافى و المبادئ العامّة للمُجتمع.

• الفايسبوك و اليوتيوب: الطّريق الصّحيح للتّعليم والتعلُّم عن بعد:
أ.دور الفايسبوك في تعزيز التعليم عن بعد:
لقد غيّر الفايسبوك قواعد الاتّصال في مُؤسّسات التّعليم العالي، و أصبح طُلاّب الجامعات يُشكّلون الكُتلة الديّمغرافية الأكثر استخداماً لمواقع التّواصُل الاجتماعي و على رأسها الفايسبوك، و ذلك نظراً للخصائص العديدة التي يتّسم بها، سواءً من الجانب التّواصُلي الاجتماعي، أو في المجال العلمي المعرفي.
لا ريب أنّ الخصائص المذكورة سابقاً، دفعت المتعلمين إلى استخدام الشّبكة الاجتماعية “فايس بوك”Facebook، لتُساهم بشكل أو بآخر في الحقل المعرفي لدى المتعلم، الذي يُؤكّد ضرورة استغلال موقع الفايسبوك في الدّور التّعليمي على النّحو التّالي:
• إنشاء الأُستاذ أو الطّالب مجموعة أو صفحة لمادّة أو لموضوع تعليمي، و دعوة الطُلاّب للمُشاركة فيه.
• نشر الصُّور و مقاطع الفيديو التّعليمية المُناسبة للمادّة و تبادُلها بين الطّلبة، و المُناقشة حولها.
• مُراجعة الكُتب و الأبحاث بشكل تعاوني.
• استطلاع الرّأي على الفايسبوك، و التي يستخدمُها الأُستاذ كأداة تعليمية فعّالة لزيادة التّواصُل بين الطّلبة.
• تعلُّم اللُّغات الأجنبية، بحيث يُتيح الفايسبوك الحوار مع مُختلف الأشخاص عبر العالم.
• تصميم و عرض تطبيقات جديدة تخدُم المادّة التّعليمية، والاستفادة منها.
• خلق تعليم تشارُكي عبر الفايسبوك من خلال مُطالبة بنشر مواضيع للحوار و النّقاش
إنّ هذه الخصائص و الاستخدامات ليست إلاّ وصفاً للبيئة الإلكترونية و استغلالها كبيئة تعليمية، ورغم ما تُوفّره من مزايا، لا يستطيع التّعليم التّقليدي توفيرها. إلاّ أنّ أطراف العملية التّعليمية قد يُواجهون جُملة من العوائق ومنها:
• التأخُّر في ظُهور الرُّدود في بعض الأحيان، و كذلك انقطاع الشّبكة في أحيان أُخرى.
• الحُريّة المُطلقة، و التي تُؤدّي إلى الانزعاج من رسائل لأشخاص مجهولين.
• تلقّي الفيروسات و الأكواد الخبيثة و التي تُؤدّي إلى غلق الحساب أو سرقة المعلومات… الخ.
ب.دور اليوتيوب في تعزيز التعليم عن بعد:
لقد أصبح اليوتيوب بمُميّزاته الجمّة، منفذاً إعلاميا للكثير من الطّلبة و الأساتذة، باعتباره الوسيلة الإعلامية التي تُتيح لأيّ كان الظُّهور، وتمنحُ الفُرصة للوصول إلى الملايين، من خلال خدماتها التّعليمية و مُحتوياتهاالتي يُضفيها أو يستفيد منها المُتعلّمون عبر العالم ومن هذا الباب نذكُر بعض استخدامات اليوتيوب في التّعليم، و هي:
• إمكانية تضمين فيديو يوتيوب في العُروض التّقديمية الخاصّة ببرنامج باوربوينت “Powerpoint”.
• توفير بعض مزايا التّرجمة، حيث يُمكن ترجمة مقاطع الفيديو التي تحتوي على عناوين Captions إلى العديد من اللُّغات و من بينها العربية.
• يُمكن تضمين الفيديو في كافة مواقع التّواصُل الاجتماعي التي تتّبع تقنية الويب0، مثل الفايسبوك”Facebook”، المُنتديات التّعليمية، أنظمة إدارة التعلُّم LMS للاستفادة منها تعليمياً من خلال رابط “Embed”، الذي يُوجد في كُلّ مقطع فيديو.
• تخصيص قنوات Channels وفق السّمات الخاصّة وحسب الحاجة.
• يسمح اليوتيوب في نقل المُحاضرات و المُؤتمرات.
• كُلّ مُتعلم يُنشئ له قناة يُعرض فيه ما أنتجه أو أعجبه من المقاطع المُتّصلة بالمادّة
• الجانب التطبيقي:
• الإطار العام للدراسة الميدانية:
• الحُدود المكانية:
نظراً لطبيعة مُجتمع البحث والعيّنة المُختارة في هذه الدّراسة، توجّب علينا التوجُّه إلى قسم
الاتصال بالدّرجة الأولى، يعتبر إتقان اللغات من بين أحد أهم الشروط للتواصل مع العالم الخارجي، ونحن في صدد مُعالجة أهمّ حلقة في التعليم عن بعد باستخدام مواقع التّواصل الاجتماعي.
• الإجراءات المنهجية:
• مجتمع الدراسة
“إنّ أساس نجاح التّعيين يقوم أولاً على تحديد مُجتمع البحث الأصلي، وما يحتويه من مُفردات، إلى جانب التعرُّف على تكوينه الدّاخلي تعرُّفاً دقيقاً، يشمل طبيعة وحداته”)
وبناءاً على ذلك، تكوّن مُجتمع الدّراسة من أساتذة وطلبة ماستر من قسم اللغات الأجنبية والبالغ عددهم حوالي(978) طالب و(160) أستاذ حسب مصلحة الإحصائيات بكلية الآداب واللغات.
• عيّنة الدّراسة:
إنَّ الغاية من “اختبار عيّنة ما، هو الحصول على معلومات بشأن مُجتمعها، فيندُر أن تجري دراسة تشمل كُلّ أفراد المُجتمع محلّ الاهتمام كمفحوصين Subject
ب.أدوات جمع البيانات:
• المُلاحظة: وقد تمّت المُلاحظة البسيطة تلقائياً في الظروف الطّبيعية للظّاهرة كاستطلاع أوّلي من خلال مُعاينة لموقعي التّواصل الاجتماعي Facebook وYou Tube عبر شبكة الانترنت، وقد ارتكزت المُلاحظة على التعرُّف على الخصائص التّعليمية لمواقع التّواصُل الاجتماعي.
• نتائج الدراسة:
• هناك إقبال كبير جداً على مواقع التواصل الاجتماعي من طرف الطلبة والأساتذة خاصة الفايسبوك Facebook واليوتيوب You Tube.
• وجود ارتباط كبيرة في درجة الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم والتعلُم بين الطلبة والأساتذة.
• التعليم عبر مواقع التواصل الاجتماعي تسهل على الطلبة الوصول إلى مصادر المعلومات.
• التعليم عبر مواقع التواصل الاجتماعي تُسهل للأساتذة تدريس المواد.
• يخلُق التعليم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بيئة تعليمية اجتماعية تعاونية.
• التعليم التقليدي يكون أكثر فعالية باستخدام الأدوات التعليمية لمواقع التواصل الاجتماعي.
• هناك مجموعة من المشاكل التي تُعيق استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم والتي منها عدم توفر متخصصين في التعليم الإلكتروني، وظهور المضامين الإباحية إلى جانب التدخل في الخصوصيات.
• تفسير النتائج في ضوء الفرضيات:
الفرضية الأولى:
• كُلّما زاد إقبال كُلّ من المعلم أطراف العملية التعليمة لمواقع التّواصُل الاجتماعي في التّعليم عن بعد زاد ذلك في نجاح العمليّة التّعليمية.
وتبين لنا أن درجة الإقبال على موقعي الفايسبوك واليوتيوب كبيرة جداً ، بينما كانت درجة الاعتماد عليها في التعليم عن بعد متوسطة، ونلاحظ بأن درجة الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم متوسطة كذلك، وبما أنّ درجة الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم تساوي درجة الاستفادة منها، فيمكن القول أنّه، كلما زادت درجة الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم عن بعد زادت درجة الاستفادة منها، وطبقاً لذلك يمكن اعتبار أنّ الفرضية تحققت بشكل كبير جداً.

الفرضية الثانية:
• تساهم الخدمات التّعليمية لمواقع التّواصُل الاجتماعي في تحقيق الأغراض التّعليمية التعلُّمية عن بعد لكُلّ من المعلم والمتعلّم.
من خلال النتائج التي توصلنا إليها في الأسئلة المتعلقة بعادات وأنماط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم، والأغراض التعليمية، أنَّ الخدمات التعليمية التي يلجأ إليها الطلبة والأساتذة تتمثل أساساً في الخدمات الاتصالية، والتي ساهمت بشكل كبير جداً، في تحقيق أغراض الاتصال بين الطلبة والأساتذة في التعليم والتعلُم عن بعد، وبالتالي نستنتج أنَّ هنالك تواؤم كبير بين الخدمات التعليمية التي يلجأ إليها الأساتذة والطلبة والحاجات التي حققتها لهم في التعليم والتعلُم، واستناداً إلى ذلك يمكن القول بأن الفرضية تحققت بشكل كبير جداً.
الفرضية الثالثة:
• استخدام شبكات التّواصُل الاجتماعي في التّعليم يُساهم بشكل كبير في التّقليل من عُيوب التّعليم التّقليدي وتذليل معوقاته.
أكدت نتائج هذه الفرضية بأن أغلب أفراد العينة، وافقوا وبشكل كبير على أنَّ دمج مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم من شأنه تذليل عيوب التعليم التقليدي ، وهو ما ينطبق على الفرضية التي طرحنها مما يفسر أنَّ هذه الفرضية تحققت بنسبة كبير.
انطلاقا من نتائج الفرضيات السابقة تبيَّن لنا أنَّ الفرضية التالية:
• يُساهم استخدام مواقع التواصُل الاجتماعي في التعليم عن بعد من طرف المُعلم والمُتعلّم إلى دعم العمليّة التّعليمية التعلُمية.
تحققت بشكل كبير جداً، مما يُؤكد ضرورة دمج مواقع التواصل الاجتماعي في التعليم، بهدف الارتقاء بالتعليم وتكوين جيل متعلم يساهم في التنمية والتطوير.
خاتــــــــــــــــــــــــــمة:
إنّ الاعتماد على مواقع التّواصُل الاجتماعي لها دور كبير وفعّال أثّرت في طُرق ممارسة العملية التّعليمية عن بعد، وغيّرت في ديناميكية عملها، لما تُقدّمه من أدوات خلقت ردهة علمية يتعاون ويُشارك فيها أطرافها على التبادل والحوار العلمي، وتُعتبر أدوات التّواصُل الاجتماعي التحدّي الذي على دول العالم العربي استغلاله للارتقاء بمُستوى أفضل للتعليم عن بعد وتماشياً مع موجة التطوُّرات، والتحاقاً بالرّكب الحضاري للدُّول المُتقدّمة، فهذه التّفاعُلات الجديدة التي تخلقُها هذه المواقع، خاصة الفايسبوك Facebook واليوتيوب YouTube، أصبحت ضرورة حتمية لا مفرّ منها، ويقول فيليب كيو أنّه “علينا أن نتقبّل العلاقة الجديدة التي تربطُنا بالعالم الجديد الذي يستقبلُنا… إنّها طريقة بيداغوجية للتعوُّد على تغيير النّظام والرُّؤية والفهم”.([41])وبالتالي فإنّ التعليم عبر الشبكات الاجتماعية سيحقق نهضة وثورة في مجال التعليم، وثروة معرفية واسعة، تساعدنا على تنشأة جيل متعلم، يساهم بشكل كبير في التنمية والتطوير والتغيير، للالتحاق بركب مجتمع المعرفة، وذلك ليس بالمستحيل.

قائمة المصادر والمراجع:
1. أحمد حامد منصور: أساسيات تكنولوجيا التّربية، كلية التّربية بدمياط، القاهرة، دط،
2. باسل خضير البياتي: الاتّصال الدُّولي و العربي، دار الشُّروق، عمّان، ط1، د.ت.
3. موريس أنجرس: منهجية البحث العلمي في العلوم الإنسانية، ترجمة: بوزيد صحراوي و آخرون، دار القصبة للنّشر الجزائر، 2006، ط
4. مُحمّد عبد الحميد: منظومة التّعليم عبر الشّبكات، عالم الكُتب، القاهرة، ط1،
5. حسنين شفيق: الإعلام الجديد، دار الفكر والفن للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط1،
6. خالد غسّان يوسف المُقدادي: ثورة الشّبكات الاجتماعية، ماهية مواقع التّواصُل الاجتماعي و أبعادُها، ط1، دار النّفائس للنّشر و التّوزيع، عمّان،
7. أيمن يسن: التّعليم الإلكتروني و الإعلام الجديد، مؤسّسة طيبة للنّشر و التّوزيع، القاهرة، ط1،
8. التقرير العالمي لليونسكو: من مجتمع المعلومات إلى مجتمعات المعرفة، مطبوعات اليونسكو، فرنسا،
9. لوران.ري.غاي: مناهج البحث في عصر المعلومات الالكترونية، ترجمة سمير جاد، مهنى غنايم، الدّار العالمية للنّشر والتوزيع، القاهرة، ط1،
10. مُحمّد عبيدات و آخرون: البحث العلمي، مفهومه، أدواته و أساليبه، دار الفكر، عمان، دط،
11. مُحمّد السيّد حلاوة، رجاء علي عبد العاطف: العلاقات الاجتماعية للشّباب بين دردشة الانترنت و الفيس بوك، دار المعرفة الجامعية للنّشر و التوزيع، مصر، دط،
12. عامر إبراهيم الفندلجي: الإعلام و المعلومات و الانترنت، دط، دار اليازوي للنّشر و التوزيع، عمان،


الساعة الآن 11:10 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir